معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ضبا

صفحة 389 - الجزء 3

ضبا

  الضاد والباء والهمزة أصلٌ واحد صحيح، وهو قريبٌ من الاستخفاء وما شاكلَه، من سُكوتٍ ومثلِه. قال أبو زيد: أضْبأَ الرجُل على الشَّئ إضباءً، إذا سكَتَ عليه، وهو مُضْبِئٌ عليه. وقد أضْبَأ على داهية.

  وضبَأْت: استخفَيت. ويقال في هذا إنّما هو أضْبَى غير مهموز، والأوّل أجود.

  قال أبو سعيد: ضبأ يضبَأُ ضَبْأً، إذا لصِق بالأرض. والمَضْبَأ: الذي يُضْبَأ فيه، أي يختفى. قال الكميت:

  إذا علا سِطَةَ المضبَأَيْن⁣(⁣١)

  وسمِّى الرّجُل ضابئاً لذلك. ويقال ضَبأْت إليه، أي لجأت⁣(⁣٢). والضابئ:

  الرَّماد⁣(⁣٣)، سمِّى بذلك لأنّه يَضبأ، كأنّه يَستخفى.

  وإذا ليّنت الهمزةَ تغيَّر المعنى، ويكون من صفات النّار؛ يقال: ضَبَتْه النّار، إذا شَوته، تَضْبُوه ضَبْوا. والمَضْباة: خُبز المَلَّة⁣(⁣٤). واللَّه أعلم بالصواب.


(١) استشهد في المجمل بكلمنى «سطة المضباين» فقط.

(٢) في الأصل: «ألجأت»، صوابه في المجمل.

(٣) في الأصل: «الرماة»، صوابه في المجمل واللسان.

(٤) في اللسان: «وبعض أهل اليمن يسمون خبزة الملة مضباة من هذا. قال ابن سيده: ولا أدرى كيف ذلك، إلا أن تسمى باسم الموضع».