معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

طبس

صفحة 438 - الجزء 3

  ومما يُحمَل على هذا، ولعلّه أن يكون من الكلام المولَّد، قولهم: ليس به طَبُاخٌ⁣(⁣١)، للشَّئ لا قُوَّةَ له، فكأنهم يريدون ما تناهى بَعدُ ولم ينضَج.

  ومما شذَّ عن الباب قولُهم، وهو من صحيح الكلام، لفَرخ الضبّ:

  مُطَبِّخ، وذلك إذا قوى. يقولون: هو حِسْل، ثم مطبِّخ، ثم خُضَرِمٌ، ثم ضَبّ.

طبس

  الطاء والباء والسين ليس بشئ. على أنهم يقولون:

  الطَّبَسانِ: كُورتان. وهذا وشِبهه ممَّا لا معنى لذكره؛ لأنَّه إذا ذكر ما أشبه كلُّه حُمِل على كلام العرب ما ليس هو منه. وكذلك قول من قال⁣(⁣٢): إنَّ التَّطبيس: التَّطبين⁣(⁣٣).

طبع

  الطاء والباء والعين أصلٌ صحيح، وهو مثلٌ على نهايةٍ ينتهى إليها الشئ حتى يختم عندها. يقال طبَعت على الشئ طابَعا. ثم يقال على هذا طَبْعُ الإنسان وسجيَّتُه. ومن ذلك طَبَعَ اللَّهُ على قَلْب الكافر، كأنَّه ختم عليه حتى لا يصل إليه هُدًى ولا نُور، فلا يوفَّق لخير. ومن ذلك أيضاً طبْع السَّيف والدِّرهم، وذلك إذا ضربه حتى يكمّله. والطَّابع: الخاتم يُختَمُ به *. والطَّابِع: الذي يَختِم.

  ومن الباب قولُهم لمْلء المِكيال طَبع. والقياسُ واحد؛ لأنه قد تكامل وخُتم. وتطبَّع النَّهر، إذا امتلأ؛ وهو ذلك المعنى. وكذلك إذا حُمِّلت النّاقة حِمْلَها الوافِىَ الكاملَ، فهي مطبَّعة. قال:


(١) في اللسان: «وجد بخط الأزهري طباخ بضم الطاء، ووجد بخط الإيادى طباخ بفتح الطاء».

وضبط في الأصل والمجمل بفتح الطاء.

(٢) هو الخليل كما صرح بذلك في المجمل.

(٣) التطبين، بالنون، كما في الأصل والمجمل والقاموس. لكن في اللسان: «التطبيق» بالقاف.