معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

طبق

صفحة 439 - الجزء 3

  أينَ الشِّظاظانِ وأيْنَ المِرْبَعَهْ ... وأيْنَ وَسْقُ النّاقَةِ المطبَّعهْ⁣(⁣١)

  قال ابنُ السكِّيت: الطِّبع: النَّهر، والجمع: الطِّباع. قال:

  فتولَّوْا فاتراً مشيُهم ... كروايا الطِّبْع همَّتْ بالوَحَلْ⁣(⁣٢)

  ولعلَّ الذي قالُوه في وصف النّهر، أن يكون ممتلئاً، حتى يكون أقيس.

  ومما شذّ عن هذا الأصل وقد يمكن أن يُقارَب بينهما، إلا أنَّ ذلك على استكراه، قولهم للدَّنَس: طَبَع. يقال رجلٌ طَبِعٌ.

  قال رسول اللَّه :

  «استَعيذوا باللَّه من طمَعٍ يَهْدِى إلى طَبَعٍ».

  وقال:

  له أكاليلُ بالياقوت فَصَّلَها ... صَوَّاغُها لا ترى عَيباً ولا طَبَعا

  ومن هذه الكلمة قولهم للرجل إذا لم ينفُذْ في الأمر: قد طَبِعَ.

طبق

  الطاء والباء والقاف أصلٌ صحيح واحد، وهو يدلُّ على وضع شئ مبسوط على مِثله حتى يُغطِّيَه. من ذلك الطَّبَق. تقول: أطبقْت الشئَ على الشئ، فالأول طَبَق للثاني؛ وقد تطابَقَا. ومن هذا قولهم: أطبقَ الناسُ على كذا، كأنَّ أقوالهم تساوَتْ حتى لو صُيِّر أحدُهما طِبْقاً للآخر لصَلَح. والطَّبَق: الحال، في قوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ}. وقولهم: «إِحدى بناتِ طَبَق» هي الدّاهية، وسمّيت طبَقا، لأنها تعمُّ وتشمل. ويقال لما علا الأرضَ حتى غطّاها:

  هو طبَق الأرض⁣(⁣٣). ومنه قول امرئ القيس يصف الغيث:

  ديمةٌ هطلاءُ فيها وَطَفٌ ... طبقُ الأرض تَحَرَّى وتَدُرّ⁣(⁣٤)


(١) سبق البيتان في (ربع، شظ).

(٢) البيت للبيد في ديوانه ١٧ طبع فينا ١٨٨١ وإصلاح المنطق ٩ واللسان (طبع).

(٣) في الأصل: «طباق الأمر».

(٤) ديوان امرئ القيس ١٤٣ واللسان (طبق).