معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين وما بعدها في المضاعف والمطابق والأصم

صفحة 6 - الجزء 4

  حارَ وعَقَّتْ مُزنَهُ الرّيحُ وان ... قارَ به العَرض ولم يُشمَلِ⁣(⁣١)

  وعقيقةُ البَرق: ما يبقى في السَّحاب من شُعاعه؛ وبه تشبَّه السُّيوف فتسمَّى عقائق. قال عمرو بن كلثوم:

  بسُمرٍ من قَنا الخَطِّىِّ لُدْنٍ ... وبِيضٍ كالعَقائقِ يختلينا⁣(⁣٢)

  والعَقّاقة: السَّحابة تنعقُّ بالبَرق، أي تنْشقّ. وكان معقِّر بن حمارٍ كُفَّ بصرُه، فسمِع صوتَ رعدٍ فقال لابنته: أىَّ شئ ترين؟ قالت: «أرى سَحْماءَ عَقَّاقة، كأنَّها حُوَلاء ناقة، ذاتَ هيدبٍ دانٍ، وسَيْرٍ وان». فقال: «يا بنتاه، وائِلِى بي إلى قَفْلة فإنها لا تنبُت إلّا بمنجاةٍ من السَّيل⁣(⁣٣)». والعَقوق: مكانٌ ينعقُّ عن أعلاه النَّبت. ويقال انعَقّ الغُبار، إذا سَطَعَ وارتفَع. قال العُجّاج:

  إذا العَجَاجُ المستطار انعقَّا⁣(⁣٤)

  ويقال لفِرِنْد السَّيف: عَقيقة. فأمّا الأعِقَّة فيقال إنّها أوديَةٌ في الرِّمال.

  والعقيق: وادٍ بالحجاز. قال جرير:

  فهيهاتَ هيهاتَ العقيقُ ومَن بهِ ... وهيهات خِلُّ بالعقيق نواصلُه⁣(⁣٥)

  وقال في الأعِقَّة:

  دعا قومَه لما استُحلَّ حرامُه ... ومن دونهم عَرضُ الأعِقَّة فالرَّملُ


(١) أنشده في اللسان (عقق، قور، شمل).

(٢) البيت من مطقته المشهورة، وهذه رواية غريبة. انظر روايته في نسختي الزوزنى والتبريزي.

(٣) الخبر في مجالس ثعلب ٣٤٧، ٦٦٥ واللسان (١٢: ١٣٨/ ١٤: ٧٩) وصفة السحاب لابن دريد ٧ ليدن.

(٤) في الديوان ٤٠: «إذا السراب الرقرقان».

(٥) ديوان جرير ٤٧٩ وشرح الحماسة للمرزوقى.