معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين وما بعدها في المضاعف والمطابق والأصم

صفحة 23 - الجزء 4

  سيعلمُ كلهم أنِّى مُسِنٌّ ... إذا رفعوا عناناً عن عِنانٍ⁣(⁣١)

  قال ابن السِّكيت: «فلان طَرِبُ العِنان» يراد به الخفّة والرَّشاقَة.

  و «فلانٌ طويل العِنان»، أي لا يُذَاد⁣(⁣٢) عما يريد، لشرفه أو لماله.

  قال الحطيئة:

  مجدٌ تليدٌ وعِنانٌ طويل⁣(⁣٣)

  وقال بعضهم: ثنيت على الفرس عِنانَه، أي ألجمته. واثْنِ على فرسك عِنانَه، أي ألجِمْه. قال ابنُ مقبل:

  وحاوَطَنِى حتَّى ثنيتُ عِنانَه ... على مُدبِرِ العِلْباء ريَّانَ كاهِلُهْ⁣(⁣٤)

  وأمَّا قولُ الشَّاعر:

  ستعلم إن دارت رحَى الحرب بيننا ... عِنانَ الشّمال من يكونَنَّ أضْرَعا

  فإنَّ أبا عبيدة قال: أراد بقوله: عِنان الشِّمال، يعنى السَّير الذي يعلَّق به في شِمال الشَّاة، ولقَّبه به. وقال غيره: الدّابّة لا تُعطف إلَّا من شِمالها. فالمعنى:

  إنْ دارت مدارَها على جهتها. وقال بعضهم: عِنان الشمال أمر مشئوم كما يقال لها:

  زجَرْتُ لها طَير الشِّمال⁣(⁣٥)

  ويقولون لمن أنجَحَ في حاجته: جاء ثانياً عِنَانَه.


(١) ديوان الطرماح ١٧٥ واللسان (عنن). وفي شرح الديوان: «المعنى سيعلم الشعراء أنى قارح».

(٢) في الأصل: «لا يراد».

(٣) صدره في ديوانه ٨٤:

بلغه صالح سعى الفتى.

(٤) البيت في اللسان (عنن).

(٥) لأبى ذؤيب الهذلي في ديوانه ٧٠ واللسان (شمل). والبيت بتمامه:

زجرت لها طير الشمال فإن تسكن ... هواك الذي تهوى يصبك اجتنابها.