معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عج

صفحة 27 - الجزء 4

  هَتُوفا إذا ذاقها النّازعونَ ... سمعتَ لها بعد حَبْضٍ عثاثا⁣(⁣١)

  وعَثعَثُ الوَرِك: مالان منه. قال ذو الرُّمَّة:

  تريكَ وذا غدائرَ وارداتٍ ... يُصبْن عَثاعِث الحَجَبات سُودِ⁣(⁣٢)

  والأصل الآخر العُثَّة، وهي السُّوسة التي تلحَس الصُّوف. يقال عَثَّتِ الصُّوفَ وهي تَعُثُّه، إذا أكلَتْه. وتقول العرب:

  عُثَيثة تقرُمُ جِلداً أملسا⁣(⁣٣)

  يضرب مثلًا للضَّعيف يَجهَد أن يؤثِّر في الشّئ فلا يقدِر عليه.

  ومما شُبِّه بذلك قولُ أبى زيدٍ: إنَّ العُثّة من النِّساء الخاملة⁣(⁣٤)، ضاويّةً كانت أو غير ضاويّة، وجمعها عثائث. وقال غيره: هي العجوز. وأنشد:

  فلا تحسبَنِّى مثلَ مَن هو قاعدٌ ... على عُثَّةٍ أو واثقٌ بكسادِ

  ومما يُحمَل على هذا قولُهم: فلان عُثُّ مالٍ، أي إزاؤه، أي كأنَّه يلزمه كما تلزم العُثَّة الصُّوف. ومنه عَثْعَث بالمكان: أقام به. وعثعثت إلى فلانٍ، أي ركنتُ إليه.

عج

  العين والجيم أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على ارتفاعٍ في شئ، من صوتٍ أو غبارٍ وما أشبه ذلك. من ذلك العجُّ: رفْع الصَّوت. يقال: عجّ


(١) البيت في المجمل واللسان (عثث).

(٢) ديوان ذي الرمة ١٥١ والمجمل (عث). وبعده في الديوان:

مقلد حرة أدماء ترمى ... بحدتها بقاترة صيود.

(٣) من أقدم من ضرب هذا المثل، الأحنف بن قيس، حين عابه حارثة بن بدر الغداتى، عند زياد. اللسان (عثث) والميداني (٢: ٤٢٤).

(٤) الخاملة، بالخاء المعجمة. وفي اللسان: «المحقورة الخاملة» وفي الأصل: «الحاملة».