معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عد

صفحة 30 - الجزء 4

  قال الأصمعىّ: وفي الأمثال:

  كلُّ امرئٍ يَعْدُو بما استعدَّا⁣(⁣١)

  ومن الباب العِدَّة من العَدّ. ومن الباب: العِدّ: مجتَمع الماء، وجمعه أعداد. وإنما قلنا إنَّه من الباب لأنّ الماء الذي لا ينقطع كأنَّه الشئ الذي أُعِدَّ دائماً. قال:

  وقد أجَزْتُ على عَنْس مذكَّرة ... ديمومةً ما بها عِدٌّ ولا ثَمَدُ⁣(⁣٢)

  قال أبو عُبيدة: العِدَّ: القديمة من الرَّكايا الغزيرة، ولذلك يقال: حَسَبٌ عِدُّ أي قديم، والجمع أعداد. قال: وقد يجعلون كلَّ رَكيّةٍ عِدَّا. ويقولون:

  ماءٌ عِدٌّ، يجعلونه صِفَةً، وذلك إذا كان من ماء الرَّكايا. قال:

  لو كنتَ ماءً عِدًّا جَمَعْتُ إذا ... ما أوْرَدَ القوم لم يكُنْ وَشَلَا⁣(⁣٣)

  قال أبو حاتم: العِدُّ: ماء الأرض، كما أنَّ الكَرَع ماء السَّماء. قال ذو الرّمّة:

  بها العِينُ والآرامُ لا عِدَّ عندها ... ولا كَرَعٌ، إلَّا المغاراتُ والرَّبْلُ⁣(⁣٤)


(١) ورد المثل منثورا في الميداني (٢: ٩٥).

(٢) في الأصل: «عيس»، تحريف. وأنشد في اللسان للراعى:

في كل غبراء مخشى متالفها ... ديمومة ما بها عد ولا ثمد.

(٣) البيت للأعشى في ديوانه ١٥٧. وروايته فيه:

«إذا ما أورد القوم لم تكن».

وقد أشار في الشرح إلى ما يطابق رواية ابن فارس.

(٤) ديوان ذي الرمة ٤٥٨. وأوله فيه: «سوى العين». وفي الأصل:

«... لا عند عندها ... ولا الكرع المغارات والرمل»، وتصحيحه من الديوان. وفي شرح الديوان: «المغارات: مكانس الوحش. والربل: النبات الكثير».