معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين وما بعدها في المضاعف والمطابق والأصم

صفحة 31 - الجزء 4

  فأمّا العِدَاد فاهتياج وجَع اللّديغ. واشتقاقه وقياسه صحيح؛ لأنَّ ذلك لوقتٍ بعينه، فكأنَّ ذلك الوقتَ يُعَدُّ عَدَّا. قال الخليل: العِداد اهتياج وجَع اللَّديغ، وذلك أنْ رُبَّ حيَّةٍ إذا بَلَّ سليمُها عادت. ولو قيل عادَّته، كان صواباً، وذلك إذا تمّت له سنةٌ مذْ يومَ لُدِغ اهتاج به الألم. وهو مُعادٌّ، وكأنَّ اشتقاقَه من الحساب من قِبَل عدَد الشَّهور والأيام، يعنى أنّ الوجع كان يعدّ ما يمضى من السنة، فإذا تمَّتْ عاوَدَ الملدوغ. قال الشّيبانى: عِدَاد الملدوغ: أن يجد الوجَعَ ساعةً بعد ساعة.

  قال ابن السِّكيت: عِدَاد السَّليم: أن يُعَدّ له سبعةُ أيام، فإذا مضت رجَوْا له البُرْء ولم تمضِ سبعة، فهو في عداد. قال ابن الأعرابىّ: العِداد يوم العطاء وكذلك كلُّ شئ كان في السَّنة وقتاً مؤقتاً. ومنه

  قوله #: «ما زالت أُكْلةُ خَيبرَ تعادُّنى فهذا أوَانَ قطعَتْ أبهَرى».

  أي تأتيني كلَّ سنةٍ لوقت. قال:

  أصبح باقي الوصلِ من سُعادا ... عَلاقةً وسَقَماً عِدادا

  ومن الباب العِدَّانُ: الزمان، وسمِّىَ عِدّاناً لأنَّ كلَّ زمانٍ فهو محدود معدود. وقال الفرزدق:

  بكيتَ امرأً فَظَّا غليظاً ملعَّنا ... ككِسرى على عِدَّانه أو كقيصرَا⁣(⁣١)

  قال الخليل: يقال: كانَ ذلك في عِدَّان شبابه وعِدّان مُلْكه، هو أكثره وأفضله وأوّله. قال:

  والملك مخْبوٌّ على عِدّانه


(١) البيت مما لم يرو في ديوان الفرزدق. وهو من أبيات له يهجو بها مسكينا الدارمي، وكان مسكين قد رئى زيادا ابن أبيه. انظر اللسان (عدد) والأغانى (١٨: ٦٨) ومعجم البلدان (رسم ميسان) والخزانة (١: ٤٦٨).