معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عز

صفحة 39 - الجزء 4

  على أمرٍ يَعُزُّه، إذا غلبَه على أمره. وفي المثل: «مَن عَزّ بَزّ»، أي من غَلَب سَلَب. ويقولون: «إذا عَزَّ أخوك فَهُن»، أي إذا عاسَرَك فياسِرْه. والمُعازَّة:

  المغالَبة. تقول: عازَّنى فلان عِزازاً ومُعَازّة فعزَزْتُه: أي غالبَنى فغلبتُه. وقال الشّاعر يصف الشَّيب والشباب:

  ولما رأيت النَّسرَ عزَّ ابنَ دأيةٍ ... وعشَّش في وكريْه جاشت له نَفْسِى⁣(⁣١)

  قال الفرّاء: يقال عَزَزت عليه فأنا أَعِزّ عِزَّا وعَزَازةً، وأعززْتُه: قوَّيتُه، وعزّزْتُه أيضاً. قال اللَّه تعالى: {فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ}. قال الخليل: تقول:

  أُعززْتُ بما أصاب فلاناً، أي عظُم عَلَىَّ واشتدّ.

  ومن الباب: ناقةٌ عَزُوزٌ، إذا كانت ضيِّقة الإحليل لا تَدِرُّ إلّا بجَهْد يقال: قد تعزَّزَتْ عَزَازة. وفي المثل: «إنّما هو عَنْزٌ عَزوَزٌ لها درٌّ جمٌّ»، يضرب للبخيل الموسِر. قال: ويُقال عَزَّتِ الشَّاة تعُزُّ عُزوزاً، وعَزُزَتْ أيضاً عُزُزاً فهي عَزُوز، والجمع عُزُزٌ. ويقال استُعِزَّ على المريض، إذا اشتدَّ مرضُه. قال الأصمعىّ: رجلٌ مِعزازٌ، إذا كان شديدَ المرض؛ واستَعَزَّ به المرضُ.

  وفي الحديث: «أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام لمَّا قدِمَ المدينةَ نَزَلَ على كُلثوم بن الهِدْم⁣(⁣٢) وهو شاكٍ، فأقامَ عنده ثلاثاً، ثم استُعِزَّ بكُلثومٍ - أي مات - فانتقل [إلى سعد


(١) البيت في اللسان (دأى). وابن دأية، هو الغراب، كنى به عن الشعر الأسود.

(٢) ذكر في الإصابة ٧٤٣٨ أن النبي نزل عليه بقباء أول ما قدم المدينة.

وأنه أول من مات من الأصحاب بالمدينة.