معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين وما بعدها في المضاعف والمطابق والأصم

صفحة 40 - الجزء 4

  ابن خيْثمة⁣(⁣١)]».

  ورجُلٌ معزوزٌ، أي اجتِيح مالُه وأُخذ. ويقال استَعَزَّ عليه الشَّيطانُ، أي غَلَبَ عليه وعلى عَقْله. واستعَزَّ عليه الأمر، إذا لجَّ فيه. قال الخليل:

  العَزَازةُ: أرضٌ صلبة ليست بذاتِ حجارة، لا يعلوها الماء. قال:

  من الصَّفا العاسِى ويَدْعَسْنَ الغَدَرْ ... عَزَازَهُ ويَهْتَمِرْن ما انْهَمَر⁣(⁣٢)

  ويقال العَزاز: نحوٌ من الجَهَاد، أرض غليظةٌ لا تكاد تُنبِت وإن مُطِرت، وهي في الاستواء. قال أبو حاتم: ثمَّ اشتقَّ العَزَازُ من الأرض من قولهم: تعزَّزَ لحمُ النّاقة، إذا صَلُب واشتدّ.

  قال الزُّهرىّ: كنت أختلِفُ إلى عُبيد اللَّه بن عَبد اللَّه بن عتبة، أكتُبُ عنه، فكنتُ أقوم له إذا دخل أوْ خرج، وأُسوِّى عليه ثيابَه إذا ركِب، ثمَّ ظننت أنِّي قد استفرغتُ ما عنده، فخرج يوماً فلم أقُمْ إليه، فقال لي: «إنَّك بعدُ في العَزَاز فقُمْ».

  أراد: إنك في أوائلِ العلم والأطرافِ، ولم تبلَغ الأوساط.

  قال أبو حاتم: وذلك أنَّ العَزازَ تكون في أطراف الأرض وجوانبها، فإذا توسَّطتَ⁣(⁣٣) صِرت في السُّهولة.

  قال أبو زيد: أعزَزْنا: صِرنا في العَزَاز. قال الفَرَّاء، أرض عَزَّاء للصُّلبة، مثل العَزازِ. ويقال استعَزَّ الرَّمْل وغيرُه، إذا تماسَكَ فلم ينهلْ. وقال رؤبة:


(١) التكملة من اللسان (عزز ٢٤٦).

(٢) الرجز للعجاج في ديوانه ١٧ واللسان (عزز، همر). وفي الأصل: «ما اهتمر»، صوابه من الديوان واللسان.

(٣) في الأصل: «توسط».