معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والفاء وما يثلثهما

صفحة 64 - الجزء 4

  فأمّا ما رواه أبو عبيدة أنّ العَفْر: بذر الناس الحبوب، فيقولون عَفَروا أي بذروا، فيجوز أن يكون من هذا؛ لأنّ ذلك يلقى في التُّراب.

  قال الأصمعىّ:

  ورُوِى في حديث عن هلالِ بن أميّة: «ما قَرِبْت امرأتي منذ عَفّرنا».

  ثم يحمل على هذا العَفَار، وهو إبَار النَّخل وتلقيحه. وقد قيل في عَفار النخل غيرُ هذا، وقد ذُكِر في موضعه.

  وقال ابن الأعرابىّ: العُفْر: الليالي البِيض. ويقال لليلةِ ثلاثَ عشرةَ من * الشَّهر عَفْراء، وهي التي يقال لها ليلة السَّوَاء. ويقال إنّ العُفْر: الغنمُ البِيض الجُرد؛ يقال قوم مُعْفِرُون ومضيئون. قال: وهذيل مُعْفِرَة، وليس في العرب قبيلة مُعْفِرَة غيرها.

  ويقولون: ما على عَفَر الأرض مثلُه، أي على وجهها.

  ومن الباب

  أنّ رسول اللَّه ÷، كان إذا سَلم جافَى عَضُديه عن جَنْبيه حتَّى يُرَى من خلفه عُفْرةُ إبطَيْه.

  وأمّا الأصل الثاني فالعَفار، وهو شجرٌ كثير النّار تُتَّخذ منه الزِّناد، الواحدة عَفارة. ومن أمثالهم: «اقدَحْ بعَفارٍ أو مَرْخ، واشدُد إن شئت أو أرْخ».

  قال الأعشى:

  زِنادُك خيرُ زِناد الملو ... كِ خالَطَ منهنّ مرْخٌ عَفارا⁣(⁣١)

  ولعلَّ المرأة سمِّيت «عَفَارة» بذلك. قال الأعشى:


(١) ديوان الأعشى ٤١ والجمهرة (عفر).