معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عفز

صفحة 68 - الجزء 4

  شبّه به، ولعلَّ العفير هي التي كانت هدِيّتها تدوم وتَتَّصل، ثم صارت تهدى في الوقت. وهذا على القياس صحيح. ومما يدلُّ على هذا البيتُ الذي ذكر الفرّاء للكميت:

  وإذا الخُرَّد اغبَرَرْن من المحْ ... لِ وصارت مِهداؤُهن عَفِيرا⁣(⁣١)

  فالمِهداء التي مِن شأنها الإهداء، ثم عادت عَفيراً لا تُديم الهديَّة والإهداء.

  وأمّا الخامس فيقولون: إنَّ العِفرِيَة والعِفْراة واحدة، وهي شَعَر وسط الرّأس. وأنشد:

  قد صَعَّد الدّهرُ إلى عِفراتِه ... فاحتصَّها بشفرتَىْ مِبراتِه⁣(⁣٢)

  وهي لغة في العِفريَة، كناصِيَة وناصاة. وقد يقولون على التشبية لعرف الديك: عِفريَة. قال:

  كعِفريَة الغَيورِ من الدَّجاجِ

  أي من الدِّيَكة. قال أبو زيد: شعر القفا من الإنسان العِفرِيَة.

عفز

  العين والفاء والزاء ليس بشئ، ولا يُشبِه كلامَ العرب.

  على أنهم يقولون: العَفْز: ملاعَبة الرّجلِ امرأتَه، وإنّ العَفْز: الجَوز. وهذا لا معنى لذكره.

عفس

  العين والفاء والسين أصل صحيح يدلُّ على ممارسَة ومعالَجة. يقولون: هو يعافس الشَّئ، إذا عالَجَه. واعتفَسَ القومُ: اصطرعوا.


(١) في اللسان (عفر ٢٦٦): «اعترون من المحل».

(٢) احتصها، من الحص، وهو الحلق. وفي الأصل: «فاحتاصها».