معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والفاء وما يثلثهما

صفحة 67 - الجزء 4

  نصلٌ عَفارِىٍّ شديدٍ عَيرُه⁣(⁣١) ... لم يبق مِ النِّصال عادٍ غَيرُه⁣(⁣٢)

  ويقال للعِفِرّ عُفارِية أيضاً. قال جرير:

  قَرنْتُ الظّالمِينَ بمرمريسٍ ... يذلُّ له العُفارِيَة المَريدُ⁣(⁣٣)

  والأصل الرَّابع من الزَّمان قولُهم: لقيته عن عُفْر: أي بعد شهرٍ. ويقال بلرّجُل إذا كان له شرف قديم: ما شرفُك عن عُفْر، أي هو قديم غير حديث.

  قال كُثَيِّر:

  ولم يك عن عُفْرٍ تفرُّعُك العُلَى ... ولكنْ مواريثُ الجدودِ تَؤُولُها

  أي تُصلِحها وترُبُّها وتَسُوسها.

  ويقال في عَفار النخل: إنَّ النّخلَ كان يُترَك بعد التَّلقيح أربعين يوماً لا يُسقَى.

  قالوا: ومن هذا الباب التّعفير، وهو أن تُرضع المُطْفِلُ ولدَها ساعةً وتتركه ساعة. قال لَبيد:

  لِمُعَفَّر قَهْدٍ ... تنازَعَ شِلْوَهُ ... غُبْرٌ كواسِبُ لا يُمنُّ طعامها⁣(⁣٤)

  وحُكى عن الفَرّاء أنّ العَفِير من النِّساء هي التي لا تُهدى لأحدٍ شيئاً. قال:

  وهو مأخوذٌ من التّعفير الذي ذكرناه. وهذا الذي قاله الفرّاء بعيدٌ من الذي


(١) في الأصل: «سديده عيرة».

(٢) في الأصل: «من النصال».

(٣) ديوان جرير ١٦٣ واللسان (عفر). وكذا ورد إنشاده في الديوان. وفي اللسان:

«لها»، وهو الصواب. والمرمريس، الداهية.

(٤) من معلقته المشهورة. والرواية: «غبس كواسب».