معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عفص

صفحة 70 - الجزء 4

  فقد أفادت لهم عقلًا وموعِظةً ... لمن يكون له إرْبٌ ومعقولُ⁣(⁣١)

  ويقال في المثل: «رُبَّ أبْلَهَ عَقول». ويقولون: «عَلِمَ قتيلا وعَدِم معقولا». ويقولون: فلانٌ عَقُولٌ⁣(⁣٢) للحديث، لا يفلت الحديثَ سَمْعُه. ومن الباب المَعقِل والعَقْل، وهو الحِصن، وجمعه عُقول. قال أحيحَة:

  وقد أعددت للحِدْثان صَعْباً ... لو أنّ المرءَ تنفعُه العقُول

  يريد الحصون.

  ومن الباب العَقْل، وهي الدِّيَة. يقال: عَقَلْتُ القتيلَ أعْقِله عقلا، إذا أدّيتَ ديتَه. قال:

  إنِّى وقتلى سُلَيكاً ثمَّ أعْقِلَه ... كالثّور يُضرَب لمّا عافت البقرُ⁣(⁣٣)

  الأصمعىّ: عقلت القتيلَ: أعطيتُ دِيتَه. وعقَلت عن فلانٍ، إذا غَرِمْتَ جنايتَه. قال: وكلَّمت أبا يوسف القاضىَ في ذلك بحضرة الرشيد، فلم يفرِق بين عَقَلته وعقَلت عنه، حتَّى فَهَّمْته.

  والعاقلة: القوم تُقَسَّم عليهم الديّة في أموالهم إذا كان قتيلُ خطأ. وهم بنو عمِّ القاتل الأدنَون وإخوتُه. قال الأصمعىّ: صار دم فلان مَعْقُلة على قومه، أي صاروا يَدُونه.


(١) أنشده في اللسان (عقل) بدون نسبة. وفي الأصل: «له عقلا».

(٢) أي حصنا ومعقلا صعبا. وكذا ورد إنشاده في المجمل. وفي اللسان (عقل): «عقلا».

(٣) البيت لأنس بن مدركة، كما في الحيوان (١: ١٨).