معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عمن

صفحة 134 - الجزء 4

  عَمِيَتْ عيناه. في النساء عَمْيَاءُ وعَمْياوان وعمياوات. ورجل عَمٍ، إذا كان أعمى القلب؛ وقومٌ عمون. ويقولون في هذا المعنى: ما أعماه، ولا يقولون في عمى البصر ما أعماهُ؛ لأنّ ذلك نعتٌ ظاهر يُدْركُه البصر، ويقولون فيما خفى من النعوت ما أفعله. قال الخليل: لأنّه قبيحٌ أن تقول للمشارِ إليه: ما أعماه، والمخاطبُ قد شاركَكَ في معرفة عماه.

  قال: والتَّعمِية: أن تعمِّىَ على إنسانٍ شيئاً فتَلْبِسَه عليه لَبْسا. وأمّا قولُ العجّاج⁣(⁣١):

  وبلدٍ عاميَةٍ أعماؤُهُ

  فإنّه جعل عَمًى اسماً ثم جمعه على الأعماء⁣(⁣٢). ويقولون: «حبك الشَّئَ يُعمِى ويُصِمّ». ويقولون: «الحبُّ أعمى». وربَّما قالوا: أعميت الرّجُلَ إذا وجدتَه أعمى. قال:

  فأصممت عَمْراً وأعميتُه ... عن الجُود والفَخْر يوم الفَخَارِ

  وربما قالوا: العُمْيان⁣(⁣٣) للعَمَى، أخرجوه على مثال طُغيان. ومن الباب العُمِّيّة:

  الضلالة، وكذلك العِمِّيَّة.

  وفي الحديث: «إنّ اللَّه تعالى قد أذهَب عنكم عُمّيَّة الجاهليّة».

  قالوا: أراد الكِبْر. وقيل: فلانٌ في عَمْياء، إذا لم يدر وَجْهَ [الحقِّ.


(١) كذا. والصواب أنه رؤبة، كما في اللسان (عمى). والبيت مطلع أرجوزة له في أول ديوانه.

وبعده:

كأن لون أرضه سماؤه.

(٢) في الأصل: «فإنه جمل عمى اسمائم جعله على الأعماء».

(٣) هذه الكلمة مما لم يرد في المعاجم المتداولة.