معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عنى

صفحة 146 - الجزء 4

  واليَعْمَلات على الوجى ... يَقطعن بيداً بعد بيدِ

  واللَّه أعلم.

[باب العين والنون وما يثلثهما⁣(⁣١)]

عنى

  العين والنون والحرف المعتل أصولٌ ثلاثة: الأوّل القَصْد للشئ بانكماشٍ فيه وحِرْصٍ عليه، والثاني دالٌّ على خُضوع وذُلّ، والثالث ظهورُ شئ وبروزُه.

  فالأوّل منه⁣(⁣٢) عُنِيت بالأمر وبالحاجة. قال ابنُ الأعرابىّ: عَنِى بحاجتي وعُنِى - وغيره قال أيضاً ذلك. ويقال مثل ذلك: تعنّيت أيضاً، كل ذلك يقال - عِنايةً وعُنِيًّا فأنا مَعْنىّ به وعَنٍ به. قال الأصمعىّ: لا يقال عَنِىَ. قال الفرّاء:

  رجل عانٍ بأمري، أي مَعْنِىّ به. وأنشد:

  عانٍ بِقَصْوَاها طويلُ الشُّغْلِ ... له جَفيرانِ وأىُّ نَبْلِ⁣(⁣٣)

  ومن الباب: عَنانى هذا الأمر يَعنِينى عِنايةً، وأنا معنِىٌّ [به].

  واعتنيت به وبأمره.

  والأصل الثاني قولهم: عَنَا يَعنو، إذا خَضَع. والأسيرُ عانٍ. قال أبو عمرو:

  أَعْنِ هذا الأسير⁣(⁣٤)، أي دَعْه حتَّى ييبَس القِدّ عليه. قال زهير:


(١) موضع هذه التكملة بياض في الأصل.

(٢) في الأصل: «من».

(٣) الرجز في المجمل واللسان (عنى).

(٤) في الأصل: «هذا البعير»، والكلام يقتضى ما أثبت، وفي اللسان: «وإذ قلت أعنوه فعناه أبقوه في الإسار».