معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عنى

صفحة 147 - الجزء 4

  ولولا أن ينالَ أبا طَرِيفٍ ... إسارٌ من مَليكٍ أو عَنَاء⁣(⁣١)

  قال الخليل: العُنُوّ والعَناء: مصدرٌ للعانى. يقال عانٍ أقرَّ بالعُنُوّ، وهو الأسير. والعاني: الخاضع المتذلِّل. قال اللَّه تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}. وهي تَعنُو عُنوَّا. ويقال للأسير: عنا يعنو. قال:

  ولا يقال طَوَالَ الدَّهر عانيها

  وربَّما قالوا: أعْنُوه، أي ألقوه في الإسار. وكانت تلبية أهلِ اليمن في الجاهلية هذا:

  جاءت إليك عانيه ... عبادُك اليمانِيَهْ

  كيما تحجّ الثانيهْ ... على قِلاصٍ ناجِيَه

  ويقولون: العاني: العبد. والعانية: الأمَة. قال أبو عمرو: وأعنيته * إذا جعلتَه مملوكا. وهو عانٍ بَيِّن العَناء. والعَنوة: القَهر. يقال أخذناها عَنْوة، أي قهراً بالسيف. ويقال: جئت إليك عانياً، أي خاضعاً. ويقولون⁣(⁣٢): العَنوة:

  الطاعة. قال:

  هلَ أنتَ مُطيعِى ... أيُّها القلبُ عَنوةً

  والعناء معروف؛ وهو من هذا. قال الشيبانىُّ: رُبَّتْ عَنْوةٍ لك من هذا الأمر، أي عناء. قال القطامىّ:

  ونَأتْ بحاجتنا ورُبَّتَ عَنوةٍ ... لك من مواعدها التي لم تَصدُق⁣(⁣٣)


(١) روايته في الديوان ٧٨:

أثام من مليك أو لحاء.

(٢) في الأصل: «ويقول».

(٣) ديوان القطامي ٣٥، واللسان (عنا).