معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عهن

صفحة 176 - الجزء 4

  فقتلٌ بقتلانا وسَبْىٌ بسَبْيِنا ... ومالٌ بمال عاهنٍ لم يفرَّقِ

  قال الشَّيبانىّ: العاهن: العاجل: يقال: ما أَعْهَن ما أتاك. قال: ويقولون:

  أبعاهِنٍ بعتَ أم بِدَين. قال ابنُ الأعرابىّ: يقال عاهن، إذا كان في يدك تَقدِر عليه، وقد عَهِنَ يَعْهَنُ عُهوناً، وأنشد للشاعر⁣(⁣١):

  ديارُ ابنةِ الضَّمرىِّ إذ وصل حبلها ... متينٌ وإذ معروفها لك عاهن⁣(⁣٢)

  أي حاضرٌ مقيم. قال أبو زيد: عَهَنَ من فلانٍ خَيْرٌ أو خَبَر - أنا أشكُّ في ذلك - يعهَنُ عُهونا، إذا خرج منه. قال النَّضر: يقال: اعْهِنْ له أي عَجِّلْ له.

  وقد عَهَنَ له ما أراد. قال ابن حبيب: يقال هو يُلقِى الكلامَ على عواهنه، إذا لم يبال كيف تكلَّم. وهذا قياسٌ صحيح، لأنَّه لا يقوله بتحفُّظ وتثبُّت.

  وربما قالوا: يرمى الكلام على عواهنه، إذا قاله بما أدّاه إليه ظنُّه من دون يقين.

  وهو ذلك المعنى.

  ومن هذا الباب: قضيبٌ عاهن، أي متكسِّر مُنْهِصر. ويقال: في القضيب عُهْنَةٌ، وذلك انكسارٌ من غير بَيْنُونة إذا نظرتَ إليه حسبتَه صحيحاً، وإذا هززتَه انثنَى. ويقال للفقير: عاهنٌ من ذلك. وربما قالوا عَهَنْتُ القضيب أَعْهِنُه عَهْناً. فأمَّا الذي يُحْكى عن أبي الجرّاح أنّه قال: عَهَنْت عواهن النخل، إذا يَبِسَت تَعْهِنُ عُهوناً، فغلَظ، لأنَّ القياس بخلاف ذلك. قال ابن الأعرابىّ:

  عواهن النخل: ما يلي قُلْبَ النَّخلة من الجريد. وهذا أصحُّ من الأول

  وروى عن النبي عليه الصلاة والسلام [أنّه] قال لبعض أصحابه: «ائتني بسَعَفٍ واجتنب العواهن».


(١) هو كثير، كما في اللسان (عهن).

(٢) كذا. وفي اللسان: «إذ حبل وصلها».