معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والهاء وما يثلثهما

صفحة 177 - الجزء 4

  لأنّها رطبة⁣(⁣١). قال بعض أهل اللُّغة: أهل الحجاز يسمُّون السَّعَفات التي تلى القِلَبَة⁣(⁣٢): العواهن؛ لأنَّها رطبةٌ لم تشتدّ. فأمَّا قولهم إنَّ العاهن: الحابس، وإنشادهم للنابغة:

  أقول لها لمَّا ونت وتخاذلتْ ... أجِدِّى فما دون الجَبَالك ... عاهنُ

  فهو عندنا غلطٌ، وإنَّما معناه على موضوعِ القياس الذي قسناه، أنّ مادون الجَبا⁣(⁣٣) ممكن غير ممنوع، أي السَّبيل إليه سهل. ويكون «ما» في معنى اسم.

  ومن الباب إن كان صحيحاً ما رواه ابنُ السِّكِّيت، أنّ العواهنَ: عروقٌ في رحم النَّاقة. وأنشَدَ لابن الرِّقاع:

  أوْكَتْ عليها مَضِيقاً من عواهنها ... كما تَضَمَّنَ كَشْحُ الحُرّة الحَبَلا⁣(⁣٤)

  كأنّه شبَّه تلك العروقَ بعواهن النَّخل. وأما العِهْن، وهو الصُّوف المصبوغ، فليس ببعيدٍ أن يكون من القياس؛ لأنَّ الصَّبْغَ يليّنه. واللَّه أعلم.


(١) لأنها رطبة، ليست في اللسان، وأراها مقحمة. انظر ما يلي.

(٢) في الأصل: «القبلة»، تحريف. والقلبة، بكسر القاف وفتح اللام: جمع قلب بتثليث القاف، وهو شحمة النخلة.

(٣) الجبا: اسم مكان. وفي الأصل: «الحياء».

(٤) في الأصل: «مصيفا»، صوابه من اللسان.