معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والياء وما يثلثهما

صفحة 201 - الجزء 4

  ومن الباب ماءٌ عائن، أي سائل. ومن الباب عَيْنُ السِّقاء. قال الخليل:

  يقال للسِّقاء إذا بَلِى ورقَّ موضعٌ منه: قد تعيَّن. وهذا أيضاً من العَين، لأنه إذا رقّ قرُب من التخرُّق فصار السِّقاء كأنّه يُنظر به. وأنشد ثعلب:

  قالت سُليمَى قولةً لرِيدِها⁣(⁣١) ... ما لابنِ عمِّى صادراً عن شِيدها

  بذات لَوثٍ عينُها في جيدها

  أراد قربةً قد تعيَّنت في جِيدها. ويقال سِقاء عَيَّنٌ، إذا كانت فيه كالعُيون، وهو الذي قد ذكرناه. وأنشد:

  ما بالُ عينِى كالشَّعيب العَيَّنِ⁣(⁣٢)

  وقالوا في قول الطرِمَّاح:

  فأخْضَلَ منها كلَّ بالٍ وعَيَّنٍ ... وجَفَّ الرَّوايا بالمَلَا المتباطنِ⁣(⁣٣)

  إنّ العيِّن الجَديد بلغة طىٍّ. وهذا عندنا مما لا معنَىَ له، إنّما العيِّن الذي به عُيون، وهي التي ذكرناها من عيون السِّقاء. وإنّما غَلِط القومُ لأنّهم رأوا بَالِياً وعيّناً، فذهبوا إلى أنّ الشاعر أراد كلِّ جديدٍ وبال. وهذا خطأ، لأنّ البالي الذي بلىَ، والعيِّن: الذي يكون به عُيون. وقد تكون القربةُ الجديدُ * ذاتَ عيُونٍ لعيبٍ في الجلد. والدَّليل على ما قلناه قولُ القطامىّ:


(١) أنشده في اللسان (رأد). والأشطار الثلاثة في المجمل كما هنا.

(٢) لرؤبة بن العجاج في ديوانه ١٦٠ واللسان (عين).

(٣) رواية الديوان ١٦٨ وللسان (عين): «قد اخضل». وفي الأصل: «وجيف الروايا المتباطين»، وهو تحريف ونقص. وفسر المتباطن في شرح الديوان بأنه المتطامن.