معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والياء وما يثلثهما

صفحة 202 - الجزء 4

  ولكنّ الأديم إذا تفرَّى ... بِلًى وتعيُّناً غلَبَ الصَّنَاعا⁣(⁣١)

  ومن باقي كلامهم في العَين العِينُ: البَقَر، وتوصف البقرة بسَعَة العين فيقال:

  بقرة عيناءُ. والرّجُل أعين. قال الخليل: ولا يقال ثورٌ أعْين. وقال غيره: يقال ثورٌ أعين. قال ذو الرّمَّة:

  رفيقُ أعْيَنَ ذَيَّالٍ تشبِّهه ... فَحلَ الهِجانِ تنحَّى غيرَ مخلوجٍ⁣(⁣٢)

  قال الخليل: الأعيَن: اسمُ الثور، [ويقال] مُعَيَّنٌ أيضاً. قال:

  ومعيَّناً يحوِى الصِّوَار كأنّه ... متخمِّط قَطِمٌ إذا ما بَرْبَرا⁣(⁣٣)

  ويقال قوافٍ عِينٌ. وسئل الأصمعىُّ عن تفسيرها فقال: لا أعرفُه. وهذا من الورَع الذي كان يستعمله في تركه تفسيرَ القرآن، فكأنّه لم يفسِّر العِينَ كما لم يفسِّر الحُور لأنَّهما لفظتان في القرآن. قال اللَّه تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ⁣(⁣٤) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}. إنَّما المعنى في القوافي العِينِ أنّها نافذةٌ كالشَّئ النافذ البصر.

  قال الهُذَلىّ⁣(⁣٥):

  بكلامِ خَصْمٍ أو جدالِ مُجادلٍ ... غَلِقٍ يُعالِجُ أو قوافٍ عينِ

  ومن الباب قولهم: أعيان القَوم، أي أشرافهم، وهمْ قياسُ ما ذكرناه،


(١) ديوان القطامي ٣٩، واللسان (عين).

(٢) في الأصل: «زفيف أعين»، صوابه من ديوان ذي الرمة ٧٥.

(٣) البيت لجابر بن حريش، كما في اللسان (عين).

(٤) قرأها بالجر حمزة والكسائي وأبو جعفر، عطفا على {جَنَّاتِ النَّعِيمِ} أو على {بِأَكْوابٍ}.

وقد وافقهم الحسن والأعمش، وباقي القراء بالرفع، عطفا على {وِلْدانٌ} أو على الابتداء وخبره محذوف، أي فيهما، أولهم، أو على الخبرية، أي نساؤهم حور. إتحاف فضلاء البشر ٤٠٧ - ٤٠٨.

(٥) هو بدر بن عامر الهذلي. ديوان الهذليين (٢: ٢٦٦).