معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والذال وما يثلثهما

صفحة 256 - الجزء 4

  وحازَ لنا اللَّه النُّبوّةَ والهدى ... فأعطى به عزَّا ومُلكا عَذَوَّرَا

  ومما يشبه هذا قول القائل يمدح⁣(⁣١):

  إذا نزلَ الأضيافُ كان عذَوَّراً ... على الحىِّ حتى تَستقِلَّ مَرَاجِلُه⁣(⁣١)

  قالوا: أراد سيئَ الخلق حَتَّى تُنصَب القُدور. وهو شبيه بالذي قاله الخليل في وصف الحمار الشديد العضاض.

  وبابٌ آخَر لا يشبه الذي قبله: العُذْرة: عُذْرَة الجارية العذراء، جاريةٌ عذراءُ: لم يَمسَّها رجل. وهذا مناسبٌ لما مضى ذكرُه في عُذْرة الغلام.

  وبابٌ آخر لا يشبه الذي قبله: العُذرة: وجعٌ يأخذ في الحَلْقِ. يقال منه:

  عُذِر فهو معذور. قال جرير:

  غمزَ ابن مُرَّةَ يا فرزدَقُ كَيْنَهَا ... غَمْزَ الطبيبِ نَغانغ المعذورِ⁣(⁣٢)

  وبابٌ آخر لا يشبه الذي قبله: العُذْرة: نجمٌ إذا طلع اشتدَّ الحر، يقولون:

  «إذا طلعَتِ العُذْرة، لم يبق بعُمان بُسْرَة».

  وباب آخر لا يشبه الذي قبله: العُذْرة: خُصلةٌ من شعر، والخُصلة من عُرف الفَرَس. وناصيتُه عُذرة. وقال:

  سَبِط العُذَرةِ ميّاح الحُضُرْ


(١) الحق أن الشعر رثاء، والقائل هو زينب بنت الطثرية ترثى أخاها يزيد، من مقطوعة في الحماسة (١: ٤٣٢ - ٤٣٣) وحماسة البحتري ٤٣٣. وأنشد البيت في المجمل واللسان (عذر).

(٢) سبق إنشاده وتخريجه في (دغر). وابن مرة هذا هو عمران بن مرة المنقري، وكان أسر «جعثن» أخت الفرزدق يوم السيدان، وفي ذلك يقول جرير أيضاً (انظر اللسان كين):

يفرج عمران بن مرة كينها ... وينزو نزاء العير أعلق حائله.