معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والراء وما يثلثهما

صفحة 263 - الجزء 4

  وقد عَرِسَ الإناخة والنُّزُولَا⁣(⁣١)

  وذكر الخليل: عَرِسَ يَعرَسُ عَرَساً، إذا بَطِر، ويقال: بل أعيا وفَكَل.

  وهذا إنَّما يصحُّ إذا حُمِل على القياس الذي ذكرناه، وذلك أنْ يَعرَس عن الشَّئ بالشَّئ. قال الأصمعىّ: عَرِسَتِ الكلابُ عن الثَّور، أي بَطِرَتْ عنه. وهذا على ما ذكرناه كأنَّها شُغِلَتْ بغيره وعَرِسَتْ.

  قال يعقوب: العِرْس من الرِّجال: الذي لا يبرح القِتال، مثل الحِلْس.

  وقال غيره: رجل عَرِسٌ مَرِسٌ. ومن الباب العِرّيسُ: مأوَى الأسد في خِيسٍ من الشجر والغِياض، في أشدِّها التفافاً. فأمّا قول جرير:

  مُستحصِدٌ أجَمِى فِيهمْ وعِرِّيسِى⁣(⁣٢)

  فإنَّه يعنى منبِت أصله في قَومِه. ويقال عِرِّيس وعِرِّيسة. وتقول العرب في أمثالها:

  كمُبتَغِى الصَّيد في عِرِّيسَةِ الأسدِ⁣(⁣٣)

  ومن الباب التَّعريس: نُزول القوم في سَفرٍ من آخِر الليل، يقعون وَقْعةً ثم


(١) في الأصل: «والنزول».

(٢) في الأصل: «مستحصدا حمى فيه وتعريسى»، صوابه من الديوان ٣٢٣ واللسان (عرس).

وصدره في الديوان:

إني امرؤ من نزار في أرومتهم.

(٣) وكذا في اللسان (عرس). وفي أمثال الميداني (٢: ٩٣): «في عرينة الأسد.

والعرينة: العرين. وهو بالصورة الأولى شطر بيت من البسيط، وعلى الرواية الأخيرة نثر لا شعر.