معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والراء وما يثلثهما

صفحة 273 - الجزء 4

  ومن الباب: استَعْرَض الخوارجُ النّاسَ، إذا لم يُبَالوا مَنْ قتلوا.

  وفي الحديث:

  «كُلِ الجُبْنَ عُرْضاً».

  أي اعترِضْه كيف كان ولا تَسْأَلْ عنه⁣(⁣١). وهذا كما قلناه في إعْراض القِرْفة⁣(⁣٢). والمُعْرِض: الذي يَعترِض النَّاس يستدين ممن أمْكَنه.

  ومنه

  حديث عمر: «ألَا إنّ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةً ادّانَ مُعْرِضاً⁣(⁣٣)».

  ومن الباب العِرض: عِرْض الإنسان. قال قومٌ: هو حَسَبُه، وقال آخرون:

  نَفسه. وأىَّ ذلك كانَ فهو من العَرْض الذي ذكرناه.

  وأمّا قولهم إنّ العِرْض: رِيحُ الإنسان طيّبةً كانَت أم غيرَ طيِّبة، فهذا طريقُ المجاوزة، لأنّها لمّا كانت مِن عِرضِه سمِّيت عِرضاً.

  وقوله ÷:

  «إنَّما هو عَرَقٌ يجرى من أعراضهم».

  أي أبدانهم، يدلُّ على صِحَّة هذا.

  واستدلوا * على أنَّ العِرض: النَّفْسُ بقول حسَّانَ، يمدح رسولَ اللَّه عليه الصلاة والسلام:

  هَجَوْتَ محمّداً فأجبتُ عنه ... وعند اللَّهِ في ذاك الجزاءُ⁣(⁣٤)

  فإنّ أبى ووالدَتى وعِرْضِى ... لِعِرض محمّدٍ منكم وِقاءُ⁣(⁣٥)

  وتقول: هو نقىُّ العِرْض، أي بعيدٌ من أن يُشتَمَ أو يعاب.


(١) زاد بعده في المجمل: «من عمله».

(٢) انظر ما سبق في ص ٢٨١ س ١١ - ١٤.

(٣) انظر رواية الحديث في اللسان (عرض ٣٨).

(٤) ديوان حسان ٨ من قصيدة يمدح فيها رسول اللّه ، ويهجو أبا سفيان وكان هجا النبي قبل إسلامه.

(٥) في الديوان واللسان (عرض ٣٢): «فإن أبى ووالده».