باب العين والراء وما يثلثهما
  ومن الباب: مَعاريضُ الكلام، وذلك أنَّه يَخرُج في مِعْرَضٍ غَير لفظِهِ الظاهر، فيُجعَل هذا المِعْرَض له كمِعْرَض الجارية، وهو لباسها الذي تُعْرَض فيه، وذلك مشتقٌّ من العَرْض. وقد قلنا في قياس العَرْض ما كَفَى.
  وزعم ناسٌ أن العربَ تقول: عرَفتُ ذاك في عَرُوضِ كلامِه، أي في مَعاريضِ كلامه.
  ومن الباب العَرْض: الجيش العظيم، وهذا على مَعنى التَّشبيه بالعَرْض(١) من السَّحاب، وهو ما سَدَّ بعَرْضِه الأفُق. قال:
  كنَّا إذا قُدْنا لقومٍ عَرْضا(٢)
  أي جيشاً كأنّه جبلٌ أو سحابٌ يسدُّ الأفق. وقال دريد(٣):
  نعيّة مِنْسَر أو عَرْض جيشٍ ... تضيق به خُروق الأرضِ مَجْرِ(٤)
  وكان ابنُ الأعرابىّ يقول: الأعراض: الجبال والأوديَة والسحاب، الواحد عِرْض. كذا قال بكسر العين، ورُوِى عنه أيضاً بالفتح. وقال أبو عبيدة:
  العَرض: سَنَد الجبل. وأنشد:
  ألَا ترى بكلِّ عَرْض مُعْرِضِ(٥)
(١) يقال هذا بفتح العين وكسرها.
(٢) لرؤبة في ديوانه ٨١ واللسان (عرض) برواية:
«إنا إذا قدنا.. .».
وبعده:
لم نبق من بغى الأعادى عضا.
(٣) في الأصل: «ابن دريد».
(٤) نعية، كذا وردت في الأصل.
(٥) أنشده في المخصص (١٠: ٤٩/ ١١: ٤). وأنشد بعده:
كل رداح دوحة المحوض.