معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والراء وما يثلثهما

صفحة 275 - الجزء 4

  وأنشد الأصمعىّ:

  كما تَدَهْدَى من العَرْض الجلاميدُ⁣(⁣١)

  والعَريض: الجَدْى إذا نَزَا [أو] يكاد ينزو، وذلك إذا بلغ. وهذا قياسُه أيضاً قياسُ الباب، وهو من العَرْض، وجمعه عُرْضانٌ.

  فأمّا عَرُوض الشِّعر فقال قوم: مشتقٌّ من العَرُوض، وهي النَّاحية، كأنّه ناحيةٌ من العِلْم. وأنشد في العَروض:

  لكلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمارةٌ ... عَرُوضٌ إليها يَلْجَئونَ وجانبُ⁣(⁣٢)

  وقال آخرون: العَريض: الطريق الصَّعب، ذلك يَكون في عَرْض جَبَل، فقد صار بابُه قياسَ سائِر الباب. قالوا: وهذا من قولهم: ناقةٌ عُرْضِيَّة، إذا كانت صعبةً. ومعنى هذا أنّها لا تستقيم في السَّيْر، بل تعترض⁣(⁣٣). قال الشَّاعر⁣(⁣٤):

  ومَنَحتُها قولي على عُرْضِيَّةٍ ... عُلُطٍ أُدَارى ضِغْنَها بتودُّدِ

  ومن الباب: عُرْض الحائط، وعُرض المال، وعُرْض النَّهر، يراد به وَسَطه.

  وذلك من العرض أيضاً. وقال لَبيد:

  فتوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِىِّ وصَدَّعا ... مسجورةً متجاورا قُلَّامُها⁣(⁣٥)


(١) أنشد هذا العجز في اللسان (عرض ٣٧).

(٢) للأخنس بن شهاب التغلبي، كما سبق تحقيقه في (عمر).

(٣) في الأصل: «في التنزيل تعترض».

(٤) هو ابن أحمر كما سبق في (علط).

(٥) البيت من معلقته المشهورة.