معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والراء وما يثلثهما

صفحة 280 - الجزء 4

  إذا عَرِضَت منها كَهاةٌ سمينةٌ ... فلا تُهْدِ مِنْها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ

  والعِرْض: الوادي، والعِرْض: وادٍ باليمامة. قال الأعشى:

  ألم تَرَ أنَّ العِرْضَ أصبحَ بطنُه ... نخيلًا وزرعاً نابتاً وفَصافِصا⁣(⁣١)

  وقال المتلمِّس:

  فهذا أوانُ العِرْضِ حَىَّ ذُبَابُهُ ... زنابيرُه والأزرقُ المتلمِّسُ⁣(⁣٢)

  ومن الباب: نظرتُ إليه عَرْض عين، أي اعترضتُه على عيني. ورأيت فلاناً عَرضَ عينٍ⁣(⁣٣)، أي لمحةً. ومعنى هذا أنَّهُ عَرَض لعيني، فرأيته. ويقال:

  عَلِقت فلاناً عَرَضاً، أي اعتراضاً من غير استعدادٍ منِّى لذلك ولا إرادةٍ. وهذا على ما ذكرناه من عِرَاضِ البَعير والنَّاقة. وأنشد:

  عُلِّقتُها عَرَضاً وأقتلُ قومَها ... زَعْماً لعمرُ أبيك ليسَ بِمَزْعَمِ⁣(⁣٤)

  ويقال: أصابه سَهْمُ عَرَضٍ، إذا جاءه من حيثُ لا يَدرى مَن رماه.

  وهذا من الباب أيضاً كأنَّه جاءه عَرَضاً من حيث لم يُقصَدْ به، كما ذكرناه في المِعْراض⁣(⁣٥) من السهام.

  والمعارض: جمع مَعْرَض⁣(⁣٦) وهي بلاد تُعْرَضُ فيها الماشيةُ للرّعْى. قال:


(١) ديوان الأعشى ١١٠ واللسان (عرض، فصص).

(٢) ديوان المتلمس ٦ نسخة الشنقيطي واللسان (عرض). وفي الأصل: «حتى ذبابه» صوابه من الديوان والحيوان (٣: ٣٩١). وفي اللسان والمزهر (٢: ٣٤٦): «جن ذبابه».

وبهذا البيت سمى المتلمس.

(٣) في الأصل: «أعرض عين».

(٤) البيت لعنترة بن شداد، من معلقته المشهورة.

(٥) في الأصل: «العراض» تحريف. انظر ما سبق في ص ٢٧٦ واللسان (عرض ٤٢).

(٦) ضبط في اللسان (عرض ٣٥) بفتح الراء. وفي القاموس: «أرض معرضة يستعرضها المال»، قال شارحه: «بالفتح كمكرمة، أو بالكسر كمحنة».