معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والراء وما يثلثهما

صفحة 291 - الجزء 4

  بُولِغ في الجسّ. وتقول: لقيتُه عَرَكاتٍ، أي مَرّاتٍ. وهذا على معنى التمثيل بعَرَكات الجَسّ.

  قال الخليل: والعَرْك: عَرك المِرفق الجنبَ، من الضَّاغط يكون بالبعير.

  قال الطرِمَّاح:

  قليل العرك يهجو مرفقاها⁣(⁣١)

  فأمَّا قولُهم: هو ليِّن العريكة، فقال الخليل: فلانٌ ليِّن العريكة، إذا لم يكن ذا إباءٍ، وكان سَلِساً. وقال ابن الأعرابىّ: العريكة: شِدَّة النَّفْس. قال:

  خرّجها صوارمُ كلِّ يومٍ ... فقد جعلت عَرائكُها تلين⁣(⁣٢)

  خَرَّجها: هذَّبها وأدّبها كما يَتخرّج الإنسان، وهذا كلُّه راجعٌ إلى ما تقدَّم ذِكرُه من عريكة السَّنام.

  فأمّا المَلّاحون فهم العَرَك، يقال عَركىٌّ للواحد وعَرَكٌ للجمع، مثل عربىٍّ وعرَب. قال زُهير:

  يَغْشَى الحداةُ بهم وعْثَ الكثيب كما ... يُغشِى السّفائنَ موجَ اللَّجَّةِ العَرَكُ⁣(⁣٣)

  وإنَّما سُمُّوا عَرَكاً لمعاركتهم الماءَ والسُّفن.


(١) لم أجد هذه القطعة في ديوان الطرماح.

(٢) لزهير في ديوانه ١٨٩ واللسان (خرج). والرواية فيهما: «وخرجها صوارخ».

(٣) ديوان زهير ١٦٧ واللسان (عرك)، والرواية فيهما: «حر الكثيب». وروى أبو عبيدة:

يَغشَى السفائنَ موجُ اللّجة العَرِك.