معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عرم

صفحة 293 - الجزء 4

  وليلةِ هَوْلٍ قد سَريتْ وفتيةٍ ... هَديتُ وجمعٍ ذي عُرامٍ مُلادِسِ⁣(⁣١)

  ولذلك يقال جيشٌ عَرَمْرَمٌ. وقد قلنا إنَّهم إذا أرادُوا تفخيمَ أمرٍ زادُوا في حروفه. والعَرَمْرم من عَرَم وعرر⁣(⁣٢). قال:

  أداراً بأجماد النَّعامِ عهِدتُها ... بها نَعماً حَوْماً وعِزًّا عرموما⁣(⁣٣)

  وأمَّا سَيل العَرِم فيقال: العَرِمَةُ: السِّكْر، وجمعها عَرِم. وهذا صحيح، لأنَّ الماء إذا سُكِرَ كان له عُرَامٌ من كثرته. ومحتمل أنْ يكون العَرِمة الكُدْس المَدُوس الذي لم يُذَرَّ، يُجعَل كهيئة الأزَج. فإنْ كان كذا فلأنه مُتكاثف⁣(⁣٤) كثير، كالماء ذي العُرام. فأمَّا العُرْمَة فالبياضُ يكون بِمَرَمَّة الشّاة، يقال شاةٌ عرماءُ - وهذا شاذٌّ عن الأصل الذي ذكرناه - وأفْعى عرماء. وممكنٌ أن يكون من باب الإبدال، كأنّ الراء بدل من لام، كأنّها عَلْمَاء. وذلك يكون البياض كعلامةٍ عليها، وليس هذا ببعيد. قال:

  أبا مَعْقِلٍ لا تُوطِئَنْك بَغاضَتِى ... رُءوسَ الأفاعِى في مَرَاصِدها العُرْمِ⁣(⁣٥)

  فأمّا قولُهم إن العَرِم: الجُرَذ الذَّكَر فمما لا معنَى له ولا يُعَرَّج على مِثله.


(١) أنشده في اللسان (عرم).

(٢) في الأصل: «وعرمرم».

(٣) أنشده في اللسان (عرم).

(٤) في الأصل: «متكاسف».

(٥) البيت لمعقل بن خويلد الهذلي، من قصيدة له في شرح السكرى للهذليين ١٠٨ وديوان الهذليين (٣: ٦٥).