عرن
عرن
  العين والراء والنون أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ على ثباتٍ وإثباتِ شئ، كالشّئ المركب. من ذلك العِرنين، وهو الأنف، والجمع عرانين سمّى بذلك كأنَّه عُرِن على الأنف، أي رُكِّبَ. وكذلك اللَّحم عَرِينٌ، لأنه مُثْبَتٌ مركَّبٌ على الجسم. قال:
  موشَّمةُ الأطرافِ رَخْصٌ عَرينُها(١)
  وقال في العِرْنين:
  تَثْنِى الخمارَ على عِرنينِ أرنبةٍ ... شَمَّاءَ مارِنُها بالمسك مرثومُ(٢)
  ومن الباب العِرَان، وهي خشبةٌ تُجْعَل في أنف البعير. وقال:
  وإنْ تُظْهِرْ حديثَك يُؤْتَ غَدْواً ... برأسِكَ في زِناقٍ أو عِرَانِ(٣)
  ومن الباب العَرِين: مَأْوى الأسد؛ لأنّه مكانُه الذي يثبُتُ فيه. وقال
  أحمّ سراةِ أعلى اللَّونِ منه ... كلَون سَراة ثُعبانِ العَرينِ(٤)
  ورمح مُعَرَّن: قد سُمِّر سِنانُه فيه. وقال:
  مَصانعُ فخرٍ ليس بالطِّينِ شُيِّدَت ... ولكن بطعن السَّمهرىِّ المُعَرَّنِ
  ومن الباب قولهم للشَّديد الصِّرِّيع: هو عِرْنَةٌ لا يُطاق، أي إنّه ثابتٌ لا يزول.
(١) عجز بيت لمدرك بن حصن، ويروى أيضاً لغادية الدبيرية كما في اللسان (عرن). وصدره:
رغا صاحبي عند البكاء كما رغت
وأنشد العجز بدون نسبة في المخصص (٤: ١٤٠).
(٢) لذي الرمة في ديوانه ٥٧٢ واللسان (عرن) برواية: «تثنى النقاب».
(٣) في اللسان (زنق) وشروح سقط الزند ١٩٤: «يؤت عدوا» بالعين المهملة.
(٤) للطرماح في ديوانه ١٨٠ واللسان (عرن). وفي الأصل «منها»، تحريف. والبيت في صفة رحل. وقبله:
فقاموا ينفضون كرى ليال ... تمكن في الطلى بعد العيون.