معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والراء وما يثلثهما

صفحة 298 - الجزء 4

  ومن الباب العَرَاء: الفضاء، ويقال إنّه مذكّر. تقول: انتهينا إلى عَراءٍ من الأرض واسع. وأعراء الأرض: ما ظَهَر من مُتونها وظُهورها. ويقولون لامرأة الرّجل: النَّجِىُّ العُرْيان، أي إنَّه يُناجيها في الفِراش عُريانةً. قال:

  ليس النجىُّ الذي يأتيك مؤتزِراً ... مِثْلَ النَّجِىّ الذي يأتيك عُرياناً⁣(⁣١)

  ويقال للفرس الطَّويل القوائم عُريان، وهو من الباب، يراد أنَّ قوائمه متجرِّدة طويلة.

  وأمَّا العَرِية من النَّخْل وما

  جاء في الحديث أنّه عليه الصلاة والسلام: «نَهَى عن المُزَابنة ورَخّص في العَرايا».

  فإنّ قياسَه قياسُ الذي ذكرناه في هذا الأصل الثاني، وهو خلُوُّ الشئ عن الشئ. ثمّ اختلف الفقهاء في صورتها، فقال قوم هي النَّخلةُ يعرِيها صاحبُها رجلًا محتاجاً، وذلك أن يجعَلَ له ثمرةً عامِها، فرخّص لربِّ النَّخل أن يبتاع ثمرَ تلك النَّخلة من المُعْرَى بتمرٍ، لِموضعِ حاجته. وقال بعضُهم: بل هو الرّجُل يكون له نخلةٌ وسْطَ نخلٍ كثيرٍ لرجُل آخر، فيدخلُ ربُّ النَّخلة إلى نخلته فربما كان صاحب النخل الكثير يؤذيه دُخوله إلى نخلِهِ⁣(⁣٢)، فرخَّص لصاحب النَّخل الكثير أن يشترى ثمرَ تلك النخلة من صاحبها قبل أن يجُدَّه بتمرٍ لئلّا يتأذَّى به.

  قال أبو عبيدٍ: والتّفسير الأول أجود، لأنّ هذا ليس فيه إعراء، إنما هي نخلةٌ


(١) البيت للفرزدق في طبقات الشعراء لابن سلام ٧٧ ليبسك ١١٧ مصر والأغانى (٣: ١٢٠/ ٨: ١٨٠، ١٨٢/ ١٩: ٨). وليس في ديوانه. والرواية المشهورة:

«ليس الشفيع»، «مثل الشفيع». وقبله:

أما البنون فلم تقبل شفاعتهم ... وشفعت بنت منظور بن زبانا.

(٢) في الأصل: «فربما كان مع صاحب النخل الكثير نخلة فيؤديه إلى دخوله»، واستضأت في إصلاحها بالمجمل. وفي المجمل: «فيتأذى صاحب النخل الكثير بدخول صاحب النخلة الواحدة نخله».