معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والراء وما يثلثهما

صفحة 301 - الجزء 4

  والعَرْب، بسكون الراء: النَّشاط. قال:

  والخَيْل تنزِع عَرْباً في أعنَّتِها⁣(⁣١)

  والعَرَب: الأَثَر، بفتح الراء. يقال منه: عَرِب يَعْرَب عَرَباً

  والأصل الثالث قولهُم: [عَرِبَت] معدتُه، إذا فسدت، تَعْرَب عَرَباً. ويقال من ذلك: امرأةٌ عَروبٌ، أي فاسدة. أنشدنا علىُّ بن إبراهيمَ القَطّان، قال: أنشدنا ثعلبٌ عن ابن الأعرابىّ:

  وما خَلَفٌ من أمِّ عِمرانَ سَلْفَعٌ ... من السُّودِ وَرْهاءُ العِنان عَرُوبُ⁣(⁣٢)

  فأمّا يوم الجُمعة فإنَّه يُدعى العَرُوبة، وهو اسمٌ عندنا موضوعٌ على غير ما ذكرناه من القياس. ويقولون: إنَّه كان يسمَّى في الزَّمن من القديمِ العَرُوبة. وكتابُ اللَّه تعالى وحديثُ رسول اللَّه ÷ لم يجِئْ إلّا بذكر الجُمعة. على أنَّهم قد أنشدوا:

  يوم العَروبةِ أوراداً بأورادِ⁣(⁣٣)

  وأنشدوا أيضا:

  يا حُسْنَهُ عند العزيز إذا بدا ... يوم العَرُوبة واستقَرَّ المِنْبرُ

  وكلُّ هذا عندنا مما لا يعوَّل على صحّته.


(١) وكذا وردت رواية الشطر في المجمل. والبيت للنابغة الذبياني في ديوانه ٢٣ واللسان (غرب، مزع) برواية: «والخيل تمزع غربا» فيهما. وعجزه:

كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد.

(٢) انظر ما سبق من الكلام على البيت في (عن) ص ٢٠ من هذا الجزء.

(٣) البيت للقطامى في ديوانه ١٢ والجمهرة (١: ٢٦٧). وصدره:

نفسي الفداء لأقوام هم خلطوا.