معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عسب

صفحة 317 - الجزء 4

  يَكثُف منه ما كان من بشَرته لطيفاً. وربَّما اتَّسعوا في هذا حتى يقولوا: عَسَا اللّيل، إذا اشتدَّت ظُلمته، وهو بالغين أشْهر، أعنِى في اللّيل ويقال: عَسَا النَّبات، إذا غلُظ واشتدّ. وقال في صفة الشيخ:

  أشْعَث ضرب قد عسا أو قوَّسا

  فأمَّا عَسى فكلمةُ ترجٍّ، تقول: عسى يكون كذا. وهي تدلُّ على قُربٍ وإمكان. وأهلُ العِلم يقولون: عَسَى من اللَّه تعالى واجبٌ، في مثل قولِه تعالى:

  {عَسَى} اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً.

عسب

  العين والسين والباء كلماتٌ ثلاثٌ متفرِّدة بمعناها، لا يكاد يتفرَّع منها شئ. فالأولى: طَرْق الفَرَسِ وغيرِه، والثانية عَسِيب الذَّنَب، والثالثة نوعٌ من الأشياء التي تطير.

  فالأوَّل العَسْب، قالوا: هو طَرْق الفَرَسِ وغيرِه. ثمَّ حُمِل على ذلك حتَّى سُمِّى الكِراء الذي يؤخَذ على العَسْب.

  وفي الحديث أنَّه ÷ نَهَى عن عَسْب الفَحْل.

  فالعَسْب: الكِراء الذي يُؤخَذ على العَسْب، سمِّى باسمِه للمجاوَرَة. وقال زُهير:

  ولولا عَسْبُهُ لرَدَدْتُموه ... وشرُّ مَنيحةٍ فَحلٌ مُعارُ⁣(⁣١)

  ومنه قول كثَيِّر:

  يُغادِرنَ عَسْب الوالقىِّ وناصحٍ ... تخصُّ به أمُّ الطّريقِ عِيالَها⁣(⁣٢)

  يصف خيلًا وأنّها أزْلَقت ما في بطونها من أولادها تعباً.


(١) ديوان زهير ٣٠١ واللسان (عسب).

(٢) اللسان (عسب، ولق). والوالقى وناصح: اسما فرسين.