معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عصر

صفحة 341 - الجزء 4

  ألا أنْعِمْ صباحا أيُّها الطَّلَلُ البالي ... وهل يَنْعِمَنْ مَن كان في العُصُر الخالي⁣(⁣١)

  قال الخليل: والعَصْران: اللَّيل والنهار. قال:

  ولَنْ يلبث العَصْرانِ يومٌ وليلة ... إذا اختلفا أن يُدرِكا ما تَيَمَّما⁣(⁣٢)

  قالوا: وبه سمِّيت صَلاةُ العصر، لأنَّها تُعْصَر، أي تؤخَّر عن الظُّهر.

  والغداة والعشىُّ يسمَّيان العصرين. قال:

  المطعمو النّاسِ اختلافَ العَصْرَيْن

  ابن الأعرابىّ: أعْصَر القومُ وأقْصَرُوا، من العَصْر والقَصْر. ويقال: عَصّروا واحتبسوا إلى العصر.

  وروى حديث أنّ رسول اللَّه ÷ قال لرجلٍ: «حافِظْ على العَصْرَين». قال الرَّجل: وما كانت من لغتنا، فقلت:

  وما العصران؟ قال: «صلاةٌ قبلَ طُلوع الشَّمس، وصلاةٌ قبل غروبها».

  يريد صلاة الصُّبح وصلاةَ العصر.

  فأمّا الجارية المُعصِر فقد قاسه ناسٌ هذا القياس، وليس الذي قالوه فيه ببعيد.

  قال الخليل وغيره: الجارية إذا رأت في نفسها زيادةَ الشَّباب فقد أعْصَرَتْ، وهي مُعْصِرٌ بلغت عَصْرَ شبابِها وإدراكها. قال أبو ليلى: إذا بلغت الجاريةُ وقَرُبت من حَيْضها فهي مُعْصِر. وأنشد:


(١) ديوان امرئ القيس ٤٩ برواية: «ألا عم صباحا» و «وهل يعمن» من (وعم).

ورواه سيبويه في كتابه (٢: ٢٢٧) مطابقا لرواية المقاييس، جعله شاهداً على أن «نعم» مكسور العين في المستقبل وفي الماضي كذلك.

(٢) البيت لحميد بن ثور، كما في اللسان (عصر) وإصلاح المنطق ٧ وجنى الجنتين للمحبى ٧٩.

وهو في ديوانه ص ٨ طبع دار الكتب. ويروى: «اطلبا».