معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والصاد وما يثلثهما

صفحة 342 - الجزء 4

  جاريةٌ بسَفَوان دارُها ... قد أعصَرَتْ أو قَدْ دنا إعصارُها⁣(⁣١)

  قال قومٌ. سمِّيت معصراً لأنَّها تغيَّرَت عن عَصْرها. وقال آخرونَ فيه غيرَ هذا، وقد ذكرناه في موضعه.

  والأصل الثَّانى العُصارة: ما تحَلَّبَ من شئ تَعصِره. قال:

  عصارة الخُبز الذي تَحَلَّبا⁣(⁣٢)

  وهو العصير. وقال في العُصَارة:

  العودُ يُعصَر ماؤُه ... ولكلِّ عِيدانٍ عُصَارهْ⁣(⁣٣)

  وقال ابن السِّكِّيت: تقول العربُ: «لا أفعله مادامَ الزيتُ يُعْصَر».

  قال أوس:

  فلا بُرْء من ضَبَّاء والزيتُ يُعْصَر

  والعرب تجعل العُصارة والمُعْتَصَر مثلًا للخير والعطاء، إنّه لكريم العُصارة وكريم المعتصر. وعَصَرت العنب، إذا وَلِيتَه بنَفْسك. واعتصرته، إذا عُصِر لك خَاصّةً. والمِعْصار: شئٌ كالمِخْلاة يُجعل فيه العِنَبُ ويُعصَر.

  ومن الباب: المُعْصِرات: سحائبُ تجئ بمطَر. قال اللَّه سبحانه: {وَأَنْزَلْنا


(١) الرجز لمنظور بن مرثد الأسدي، كما في اللسان (عصر). وأنشده في المخصص (١: ٤٧/ ١٦: ١٣٠) بدون نسبة. وبين البيتين في المخصص:

تمشى الهوينى مائلا خمارها ... ينحل من غلمتها إزارها.

(٢) الخبز يعنى به العرب الخلة، بالضم: ما لم يكن فيه ملح ولا حموضة من العشب. وفي اللسان (خلل): «والعرب تقول: الخلة خبز الإبل، والحمض لحمها أوفاكهتها أو خبيصها»، وفي الأصل: «الجرو» تحريف، صوابه في اللسان (عصر). وأنشد أيضاً:

وصار ما في الخبز من عصيره ... إلى سرار الأرض أو قعوره.

(٣) البيت للأعشى في ديوانه ١١٥ والمخصص (١٠: ٢١٥).