معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والصاد وما يثلثهما

صفحة 344 - الجزء 4

  ومن الباب العَصْر والاعتصار. قال الخليل: الاعتصار: أن يَخْرُج من إنسانٍ مالٌ بغُرْمٍ⁣(⁣١) أو بوجه من الوُجوه.

  قال ابنُ الأعرابىّ: يقال: بنو فلانٍ يعتصرون العطاء. قال الأصمعىّ:

  المعْتَصِر: الذي يأخذ من الشَّئ يُصيب منه. قال ابن أحمر:

  وإنَّما العَيشُ برُبَّانِهِ ... وأنت من أفنانِهِ مُعْتَصِرْ⁣(⁣٢)

  ويقال للغَلّة عُصارة. وفسِّر قولُه تعالى: {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}، قال: يستغلُّون بأرَضِيهِم. وهذا من القياس، لأنّه شئٌ كأنّه اعْتُصر كما يُعتَصر العِنَبُ وغيرُه.

  قال الخليل: العَصْر: العطاء. قال طرَفة:

  لو كان في أملاكنا أحدٌ ... يَعصِرُ فينا كالذي تَعْصِرْ⁣(⁣٣)

  أي تُعطِى.

  والأصل الثالث: العَصَر: الملجأ، يقال اعتَصَر بالمكان، إذا التجأ إليه.

  قال أبو دُواد:

  مِسَحٍّ لا يُوارى العَي ... رَ منه عَصَرُ اللَّهْبِ⁣(⁣٤)

  ويقال: ليس لك من هذا الأمر عُصْرة، على فُعلة⁣(⁣٥)، وعَصَر على تقدير [فَعَلٍ، أي⁣(⁣٦)] ملجأ. وقال في العُصْرَة:


(١) في الأصل: «بعزم».

(٢) سبق إنشاد البيت وتخريجه في (بن).

(٣) ديوان طرفة ١٠ واللسان (عصر). وقافية البيت مقيدة ساكنة، لا مطلقة بالضم كما ورد خطأ في اللسان.

(٤) أنشده في الأزمنة والأمكنة (٢: ٣٣٣) مع قصيدته. وهذه القصيدة أنشدها أبو عبيدة في كتاب الخيل ١٥٧ منسوبة إلى عقبة بن سابق الجرمي.

(٥) في الأصل: «ظلمة».

(٦) بمثل هذه التكملة يلتئم الكلام.