معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

غمن

صفحة 393 - الجزء 4

  غَمْرُ الرِّداء إذا تبسَّمَ ضاحكاً ... غَلِقتْ لِضَحْكتِهِ رِقابُ المالِ⁣(⁣١)

  ومن الباب: الغَمْرة: الانهماك في الباطل واللّهو. وسمِّيت غَمرةً لأنّها شئٌ يستُر الحقَّ عن عين صاحِبِها. وغَمَرات الموت: شدائدُه التي تَغْشَى. وكلُّ شِدّةٍ غَمرة، سمِّيت لأنّها تَغْشَى. قال:

  الغمرات ثم ينجلينا⁣(⁣٢)

  ومما يصحِّح هذا القياسَ الغَمير، وهو نباتٌ أخضَرُ يغمُره اليَبِيس. ويقال:

  دخَلَ في غُمَار النّاس، وهي زَحْمتُهم، وسمِّيت لأنَّ بعضاً يستُرُ بعضا. وفلانٌ مُغامِرٌ: يَرمى بنفسه في الأمور، كأنَّه يقع في أُمورٍ تَستُره، فلا يَهتدِى لوجه المَخْلَص منها. ومنه الغمْر⁣(⁣٣)، وهو الذي لم يجرّب الأمورَ كأنَّها سُتِرتْ عنه. قال:

  أناةً وحِلْماً وانتظاراً غداً بهمْ ... فما أنا بالوانى ولا الضَّرَع الغُمْرِ⁣(⁣٤)

  والغِمْر: الحِقْد في الصَّدر، وسمِّى لأنَّ الصَّدرَ يَنطوِى عليه. يقال: غَمِرَ


(١) اللسان (غمر) ومعاهد التنصيص (١: ١٨٧).

(٢) للأغلب العجلي كما في أمثال الميداني (٢: ٤). وكذا ورد إنشاده في المجمل ووقعة صفين ٢٨٧.

وفي جمهرة العسكري ١٥٠:

الغمرات ثم ينجلين ... عنا وينزلن بآخرين

شدائد يتبعهن لين.

(٣) يقال بتثليث الغين وبفتحها أيضا.

(٤) نسبة في مادة (ضرع) إلى ابن وعلة، ونسبه البحتري في حماسته ١٠٤ إلى عامر بن مجنون الجرمي، ونسب في حماسة ابن الشجري ٧٠ لكنانة بن عبد ياليل وقال: «وتروى للحارث بن وعلة الشيباني».