معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

غهب

صفحة 399 - الجزء 4

باب الغين والهاء وما يثلثهما

غهب

  الغين والهاء والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على ظَلامٍ وقِلّة ضياء، ثم يُستعار. فالغَيْهَب: الظُّلمة. يقال للأدهم من الخَيل الشَّديد الدُّهمة: غَيْهَب.

  ويستعار هذا فيقال للغَفْلة عن الشَّئ: غَهَبٌ. يقال: غَهِبَ عنه، إذا غَفَل.

باب الغين والواو وما يثلثهما

غوى

  العين والواو والحرف المعتلّ بعدهما أصلانِ: أحدهما يدلُّ على خِلاف الرُّشد وإظلام الأمر، والآخرُ على فسادٍ في شئ.

  فالأوَّل الغَىّ، وهو خلَاف الرُّشد، والجَهلُ بالأمر، والانهماكُ في الباطل.

  يقال غَوى يَغْوى غَيًّا⁣(⁣١). قال:

  فمن يَلْقَ حَيراً يَحمَدِ النّاسُ أمرَه ... ومَن يَغْوِ لا يَعْدَمْ على الغَىِّ لائما⁣(⁣٢)

  وذلك عندنا مشتقٌّ من الغَيَابة، وهي الغُبْرة والظلمةُ تَغشيان، كأنَّ ذا الغَىِّ قد غَشِيه ما لا يرى معه سبيلَ حقّ. ويقال: تغايَا⁣(⁣٣) القومُ فوق رأس فلانٍ بالسُّيوف، كأنَّهم أظلّوه بها. ويقال: وقَعَ القوم في أُغْوِيّة، أي داهية


(١) يقال غوى يغوى، من بابى رمى وفرح.

(٢) البيت لمرقش الأصغر في المفضليات (٢: ٤٧) واللسان (غوى) وإصلاح المنطق ٢٢٧.

وسبق في (عير).

(٣) في الأصل: «غايا»، صوابه في المجمل واللسان.