قل
  
كتاب القاف
باب القاف وما بعدها في الثلاثي الذي يقال له المضاعف والمطابق
قل
  القاف واللام أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على نَزَارة الشَّئ، والآخرُ على خلاف الاستقرارِ، وهو الانزعاج.
  فالأوَّل قولهم: قلَّ الشَّئُ يقِلُّ قلّة فهو قَلِيل. والقُلُّ: القِلّة، وذلك كالذُّل والذِّلّة.
  وفي الحديثِ في الرِّبا: «إنْ كَثُرَ فإنَّه إلى قُلٍّ».
  وأمَّا القُلَّةُ التي جاءت في الحديث(١)، فيقولون: إنّ القُلَّة ما أقلَّهُ الإنسانُ من جَرّةٍ أو حُبٍّ. وليس في ذلك عند أهل اللُّغة حدٌّ محدود. قال:
  فَظَلِلْنا بنَعْمةٍ واتَّكأْنا ... وشَرِبنا الحَلالَ من قُلَلِهْ(٢)
  ويقال: استقلَّ القومُ، إذا مضَوا لمسيرِهم، وذلك من الإقلال أيضاً، كأنَّهم استخفُّوا السَّيرَ واستقلُّوه. والمعنى في ذلك كلِّه واحد. وقولنا في القُلَّة ما أقلَّه الإنسان فهو من القِلّة أيضاً، لأنَّه يقلُّ عنده.
(١) منه: «إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل نجسا» ومنه في ذكر الجنة وصفة سدرة المنتهى:
«ونبقها مثل قلال هجر».
(٢) لجميل بن معمر، كما في اللسان (قلل).