معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الهمزة والواو وما بعدهما في الثلاثي

صفحة 160 - الجزء 1

  قال الخليل: آلَ اللّبَنُ يَؤُولُ أَوْلًا وأَوُولًا⁣(⁣١): خَثُرَ. وكذلك النبات.

  قال أبو حاتم: آلَ اللَّبَنُ على الإصبع، وذلك أن يَرُوب فإذا جعلت فيه الإصبعَ قيل آلَ عليها. وآلَ القَطِران، إذا خَثُرَ. وآلَ جِسمُ الرّجل إذا نَحُفَ. وهو من الباب، لأنّه يَحُورُ ويَحْرِى، أي يرجعُ إلى تلك الحال. والإِيالة السِّياسةُ من هذا الباب، لأن مرجعَ الرّعيةِ إلى راعيها. قال الأصمعي: آلَ الرّجلُ رعِيّتَه يَؤُولُها إذا أحْسَنَ سياستَها. قال الراجز:

  ... يَؤُولُها أوَّلُ ذي سِياس ...

  وتقول العرب في أمثالها: «أُلْنَا وإيلَ عَلَيْنا» أي سُسْنا وساسَنا غيرُنا.

  وقالوا في قول لبيد:

  ... بِمُؤَتَّرٍ تأتألُه إبْهَامُهَا ... (⁣٢)

  هو تفتعل من ألْتُهُ أي أصلحته. ورجل آيل مالٍ، مثال خائل مال، أي سائسه. قال الأصمعىّ: يقال رددته إلى آيلته أي طَبْعه وسُوسه. وآلُ الرّجُلِ أهلُ بيتِه من هذا أيضاً لأنه إليه مآلُهم وإليهم مآلُه. وهذا معنَى قولهم يالَ فلان.

  وقال طَرَفة:

  تحسِبُ الطَّرْفَ عليها نَجْدَةً ... يالَ قَوْمِى للشّبابِ المُسْبَكِرّ⁣(⁣٣)


(١) في الأصل: «وأولا»، صوابه من اللسان (١١: ٣٧ س ١٩ - ٢٠).

(٢) من معلقته. وصدره:

... بصبوح صافية وجذب كرينة ...

وانظر ما سبق من كلام ابن فارس على البيت في (أتى ص ٥١).

(٣) ديوان طرفة ٦٤.