معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

كم

صفحة 122 - الجزء 5

  من أهل العلم

  فروى زُهير عن جابر عن عامر، قال: لما قال أبو بكر: «مَن ماتَ وليس له ولدٌ ولا والد فورثَتُه كَلالَة» ضَجَّ⁣(⁣١) عليٌّ منها، ثم رجع إلى قوله.

  قال المبرّد: والولد خارجٌ من الكَلَالَة. قال: والعرب تقول: لم يرِثه كلالةً، أي لم يرثه عن عُرُضٍ بل عن قُرْبٍ واستحقاق، كما قال الفرزدق:

  ورِثتم قناةَ المُلك غيرَ كلالةٍ ... عن ابْنَي منافٍ عبدِ شمس وهاشمِ⁣(⁣٢)

  وأمَّا الآخَر فالكَلكَل: الصدر. ومحتملٌ أن يكون هذا محمولًا على الذي قبله، كأنّ الصدر معطوفٌ على ما تحته.

  ومما شذّ عن الباب الكُلْكُل: القصير. وانكلّتِ المرأة، إذا ضحكت تَنْكَلُّ. فأمَّا كُلّ فهو اسمٌ موضوع للإحاطة مضافٌ أبداً إلى ما بعده. وقولهم الكُلّ وقام الكُلّ فخطأ، والعربُ لا تعرفه.

كم

  الكاف والميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ على غِشاء وغِطاء. من ذلك الكُمَّة، وهي القلنسوة، ويقال منها: تكمَّمَ الرَّجل، وتكمكم. ومن ذلك

  الحديث: «أنَّ عمر رأى جاريةً مُتَكَمْكِمَةً».

  والكُمّ: كُمّ القميص، يقال منه كَمَمْتُهُ⁣(⁣٣)، أي جعلت له كُمَّيْن. والكِمَّ: وِعاء الطَّلع، والجمع الأَكْمَام.

  قال اللَّه سبحانه: {وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ} قال أبو عبيد: وأكِمَّةٌ وأَكامِيم.

  ويقال: كَمّ الفَسيلَ، إذا أشفَقَ عليه فَسُتِرَ حتى يَقْوَى. والأَكَامِيم: أغطيةُ النَّور.

  ومن الباب: الكَمكام: المجتمِع الخَلْق.


(١) في الأصل: «صح».

(٢) ديوان الفرزدق ٨٥٢ واللسان (كلل).

(٣) كذا ورد ضبطه في المجمل. والذي في اللسان والقاموس: «أكممته» من الرباعي.