معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

كن

صفحة 123 - الجزء 5

كن

  الكاف والنون أصلٌ واحدٌ يدلُّ على سَتْرٍ أو صون. يقال كنَنْتُ الشيءَ في كِنِّهِ، إذا جعلتَه فيه وصُنتَه. وأكننتُ الشّيءَ: أخفيتُه والكِنانة المعروفة، وهي القياس. ومن الباب الكُنَّة، كالجناح يُخرِجه الرّجل من حائِطِه، وهو كالسُّتْرة. ومن الباب الكَانُون، لأنَّه يستُر ما تحتَه. وربما سمَّوا الرَّجُلَ الثقيلَ كانوناً. قال الحطيئة:

  أغِرْ بالًا إذا استُودِعْتِ سِرًّا ... وكانوناً على المتحدِّثينا⁣(⁣١)

  فأمَّا الكَنَّةُ فشاذّةٌ عن هذا الأصل، ويقال إنَّها امرأة الابن. قال:

  إن لنا لَكَنَّهْ ... سِمْعَنَّةً نِظْرَنَّهْ⁣(⁣٢)

كه

  الكاف والهاء ليس فيه من اللغة شيءٌ إلا ما يُشبه الحكاية، يقال كَهَّ السَّكرانُ، إذا استنكَهْتَه فكَهَّ في وجهك. وليس هذا بشيء.

  ويقولون: كهكه الأسدُ في زئيره. ثم يقولون: الكَهكاهُ من الرِّجال: الضعيف.

  وينشدون:

  ولا كَهْكَاهة بَرَمٌ ... إذا ما اشتدَّتِ الحِقَبُ⁣(⁣٣)

  ولا معنى عندي لقولهم إنّه الضعيف. وهذا كالتجوُّز، وإنما يراد أنّه يَكُهُّ في وجه سائلِه. والباب كلُّه واحد.

كو

  الكاف والحرف المعتل قريبٌ من الباب قبله، [وليس]


(١) ديوان الحطيئة ٦١ واللسان (كنن).

(٢) أنشده في اللسان (سمع).

(٣) البيت لأبى العيال الهذلي. ديوان الهذليين (٢: ٢٤٢) واللسان (كهه). ورواية الديوان: «ولا بكهامة».