معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بث

صفحة 172 - الجزء 1

بثّ

  الباء والثاء أصلٌ واحد، وهو تفريق الشئ وإظهاره؛ يقال بثُّوا الخيلَ في الغارة. وبثّ الصيَّاد كلابَه على الصَّيد. قال النابغة:

  فبَثَّهُنَّ عليه واسْتَمَرّ بِهِ ... صُمْعُ الكُعُوبِ بريئاتٌ من الحَرَدِ⁣(⁣١)

  واللَّه تعالى خلَقَ الخلْقَ وبثَّهمْ في الأرض لمعاشهم. وإذا بُسِط المتاعُ بنَواحِى البيت والدّار فهو مَبثُوث. وفي القرآن: {وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} أي كثيرة متفرّقة.

  قال ابنُ الأعرابىِّ: تمْرٌ بَثٌّ، أي متفرِّق لم يجمعه كَنْزٌ⁣(⁣٢). قال: وبثَثْتُ الطَعامَ والتمرَ إذا قَلَّبْته * وألقيتَ بعضَه على بعض، وبثثْتُ الحديثَ أي نشَرْتُه. وأما البثُّ من الحزْن فمِنْ ذلك أيضاً، لأنه شئٌ يُشَتكَى ويُبَثّ ويُظهَر. قال اللَّه تعالى في قصَّة مَن قال: {إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}. قال أبو زيد: يقال أبَثَّ فلانٌ شُقُورَه وفُقُورَه إلى فلانٍ يُبِثّ إبثاثاً. والإبثاث أن يشكو إليه فقره⁣(⁣٣) وضَيعته. قال:

  وأَبِكيهِ حَتَّى كاد مِمَّا أُبِثُّهُ ... تُكَلِّمُنى أَحْجَارُهُ ومَلاعِبُهْ⁣(⁣٤)

  وقالت امرأةٌ⁣(⁣٥) لزوجها: «واللَّه لقد أطعَمْتُك مأدُومِى، وأبْثَثْتُكَ مكتُومِى، باهلًا غيرَ ذاتِ صِرار».


(١) البيت للنابغة في ديوانه ص ١٩.

(٢) في المجمل: «وتمر بث، إذا لم يجد كنزه في وعائه». وفي اللسان: «وتمر بث إذا لم يجود كنزه فتفرق».

(٣) في الأصل: «فقرته»، وليس لها وجه.

(٤) البيت لذي الرمة في ديوانه ٢٨ برواية: «وأسقيه».

(٥) هي امرأة دريد بن الصمة. انظر الخبر في اللسان (١٣: ٧٥).