معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بذ

صفحة 178 - الجزء 1

  قال ابنُ الأعرابىّ: سألتُ أعرابيًّا⁣(⁣١): هل تعرفُ الجوادَ المُبِرّ من البطئ المِقْرِف؟ قال: نعم. قلت: صفهُما لِى. قال: «أمّا الجواد فهو الذي لُهِزَ لَهْزَ العَيْر⁣(⁣٢)، وأُنِّف تَأنيفَ السَّير⁣(⁣٣)، الذي إذا عَدَا اسْلَهَبَّ⁣(⁣٤)، وإذا انتصبَ اتلأَبّ⁣(⁣٥) وأما البطئ المِقْرِف فالمدلوك الحَجَبَة، الضَّخمُ الأرنبة، الغليظ الرَّقَبة، الكثير الجَلَبَة، الذي إذا أمسَكْته قال أرسِلْنى، وإذا أرسَلْتَه قال أمسِكْنى».

  وأصل الإبرار ما ذكرناه في القهر والغلَبة، ومرجعُه إلى الصِّدق. قال طرَفة

  يَكشفون الضُّرَّ عن ذِى ضُرِّهِمْ ... ويُبِرُّونَ على الآبِى المُبِرّ⁣(⁣٦)

  ومن هذا الباب قولهم هو يَبَرُّ ذا قَرابته، وأصله الصِّدق في المحّبة. يقال رجل بَرٌّ وَبَارٌّ. وبَرَرْت والدي وبَرِرْت في يميني. وأبَرَّ الرَّجُلُ ولَدَ أولاداً أبْرَاراً.

  قال أبو عُبيدة: وَبَرَّةُ اسمٌ للبِرّ معرفةٌ لا تنصرف. قال النابغة:

  يومَ اخْتَلَفْنَا خُطَّتَيْنا بينَنا ... فحملتُ بَرَّةَ واحتَمِلْتَ فَجارِ⁣(⁣٧)

  وأمّا حكايةُ الصَّوتِ فالعرب تقول: «لا يَعْرِفُ هِرًّا من بِرّ» فالهِرّ دُعاء


(١) في اللسان (٥: ١١٩): «سئل رجل من بنى أسد».

(٢) أي ضبر تضبير العير. وفي الأصل: «البعير»، صوابه من اللسان (٥: ١١٩/ ٦: ٢٧٥/ ١٠: ٣٥٦).

(٣) أي قد حتى استوى كما يستوى السير المقدود.

(٤) اسلهب: مضى في عدوه. وفي الأصل: «إذا علا اسلف»، صوابه في اللسان (٥:

١١٩/ ١: ٤٥٧).

(٥) اتلأب: امتد واستوى. وفي الأصل: «إذا انتصف»، صوابه في اللسان (١: ٢٢٦/ ٥: ١١٩). وزاد في اللسان بين هذا وسابقه: «وإذا قيد اجلعب» أي مضى في سيره.

(٦) ديوان طرفة ٧٠ واللسان (٥: ١١٩).

(٧) في الديوان ٣٤:

«أنا قسمنا خطتينا.. .»، وفي اللسان:

«أنا اقتسمنا.. .».

وقبله:

أرأيت يوم عكاظ حين لقيتني ... تحت العجاج فما شققت غبارى.