معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

لوح

صفحة 220 - الجزء 5

لوح

  اللام والواو والحاء أصلٌ صحيح، مُعظَمه مقاربةُ بابِ اللَّمعان.

  يقال: لاحَ الشَّيء يلوح، إذا لَمحَ وَلَمعَ. والمصدر اللَّوْح. قال:

  أراقِبُ لَوحاً من سُهيلٍ كَأنّه ... إذا ما بدا من آخِرِ الليل يَطرِفُ⁣(⁣١)

  ويقال: ألاحَ بسَيفِه: لمعَ به. وألاحَ البرقُ: أو مَضَ. واللَّيَاح: الأبيض.

  قال ابنُ دُريد في قول القائل⁣(⁣٢):

  تُمسِي كألواح السِّلاح وتُضحى ... كالمهاةِ صبيحةَ القَطْرِ

  إنّ الألواح: ما لاح من السلاح، وأكثر ذلك السُّيوفُ.

  ومن الباب لَوّحَهُ الحرُّ، وذلك إذا حرَّقه وسوّدَه حتَّى لاح من بُعدٍ لمن أبصَرَه.

  ومن الباب اللَّوح: الكَتِف واللَّوح: الواحد من ألواح السَّفينة؛ وهو أيضاً كلُّ عظمٍ عريض. وسمِّي لَوحًا لأنّه يَلُوح ومن الباب اللُّوح بالضم⁣(⁣٣)، وهو الهواء بينَ السّماء والأرض.

  ومن الذي شذَّ عن هذا الباب اللَّوح⁣(⁣٤): العطش. ودابَّةٌ مِلْواح: سريع العَطَش. ومما شدَّ عنه أيضا قولهم: ألَاحَ من الشَّيء: حاذَرَ.

لوذ

  اللام والواو والذال أصلٌ صحيح يدلُّ على إطاقةِ الإنسان بالشيء مستعيذاً به ومتستِّراً. يقال: لاذ به يلوذ لَوْذاً ولاذَ لِياذاً، وذلك إذا عاذَ به من خوْفٍ أو طَمَع ولَاوَذَ لِوَاذاً قال اللَّه تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً}.

  وكان المنافقون إذا أراد الواحدُ منهم مفارَقةَ مجلسِ رسول اللَّه،


(١) البيت لحران العود في ديوانه ١٤.

(٢) هو ابن أحمر اللسان (لوح) والجمهرة (٢: ١٩٤).

(٣) وحكى اللحياني فيه الفتح.

(٤) هذا بالفتح والضم، والضم أعلى.