معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

لحن

صفحة 239 - الجزء 5

  واللَّحيم: القتيل. قال الهُذَلىّ⁣(⁣١):

  فقالوا تَركنا القومَ قد حَصِرُوا به ... فلا ريب أنْ قد كان ثَمَّ لَحِيمُ

  ولَحْمة البازِي⁣(⁣٢): ما أُطعم إذا صاد، وهي لُحْمته. ولحمة الثَّوب بالضم ولَحمتُه أيضاً. ورجلٌ لَحِيم: كثير اللَّحم؛ ولاحِمٌ، إذا كان عنده لحم، كما يقال تامِر.

  وألْحَمْتُك عِرضَ فُلانٍ، إذا مكَّنتَه منه بشَتْمِه، كأنَّك جعلتَ له لُحمةً يأكلها ويقال: لاحَمْتُ بين الشَّيئين ولاءمت بمعنًى. ورجلٌ لَحِمٌ: مشتهِي اللَّحم؛ ومُلحِمٌ، إذا كان مُطعِمَ اللَّحم. والشَّجَّة المُتَلَاحِمَة: التي بلغَتْ اللَّحم. ويقال للزَّرْعِ إذا خُلِق فيه القَمح: مُلْحِم. ويقال لَحَمْتُ اللّحمَ عن العظم: قشرتُه. وحَبْلٌ مُلاحَمٌ:

  شديدُ الفَتل.

لحن

  اللام والحاء والنون له بناءان يدلُّ أحدهما على إمالةِ شيء من جهته، ويدلُّ الآخَر على الفطنة والذَّكاء.

  فأمّا اللَّحْن بسكون الحاء فإمالة الكلامِ عن جهته الصحيحة في العربية.

  يقال لَحَن لَحْنا. وهذا عندنا من الكلام المولَّد، لأنَّ اللَّحن مُحْدَث لم يكن في العرب العاربة الذين تكلَّموا بطباعهم السَّليمة.

  ومن هذا الباب قولهم: هو طيِّب اللَّحْن، وهو يقرأ بالألحان؛ وذلك أنَّه إذا قرأ كذلك أزال الشَّيء عن جهته الصحيحة بالزِّيادة والنُّقصان في ترنُّمه. ومنه أيضاً: اللَّحْن: فَحْوى الكلام ومعناه. قال اللَّه تعالى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}. وهذا هو الكلام المُوَرَّى به المُزَالُ عن جهة الاستقامة والظُّهور.


(١) هو ساعدة بن جؤية الهذلي، كما سبق في حواشي (ريب).

(٢) بضم اللام وفتحها.