معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

مل

صفحة 275 - الجزء 5

  غرمائكم⁣(⁣١)».

  ويقال: سمِّيت مكّة لقلّة الماء بها، كأنّ ماءها قد امتُكَّ.

  وقيل سمِّيت لأنها تمُكُّ مَن ظَلَمَ فيها، أي تُهلِكه وتَقْصِمُه كما يمكُّ العظم.

  وينشدون:

  ... يا مَكَّةُ الفَاجِرَ مُكِّي مَكَّا⁣(⁣٢) ...

مل

  الميم واللام أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما على تقليب شيء، والآخر على غَرَضٍ⁣(⁣٣) من الشَّيء.

  فالأوَّل مَلَلْتُ الخُبزة في النّار أمُلُّها مَلًّا، وذلك تقليبك إيّاها فيها. والمَلَّة:

  الرَّماد أو التُّرابُ الحارّ. ويقال: أطعمنا خبزَ ملّةٍ وخبزةً مليلًا. والمُلْمُول: المِيل، لأنَّه يقلّب في العين عند الكَحْل.

  ومن الباب طريق مُمَلٌّ: سُلِك حتَّى صار مَعْلماً. قال:

  رفعناها ذَمِيلًا في ... مُمَلّ مُعْمَلٍ لَحْبِ⁣(⁣٤)

  والمَلِيلة: حُمَّى في العِظام: كأنّها تقلِّب. وباتَ يتملمَلُ على فِراشه، أي يَقْلَق ويتضَوَّر عليه، حتَّى كأنَّه على مَلَّة؛ والأصل يَتَمَلَّلُ.

  ومن الباب امتلَّ يَعدُو، وذلك إذا أسرَعَ * بعضَ الإسراع.


(١) في الأصل: «لا تمكو»، صوابه من المجمل واللسان. وفي اللسان: «يقول: لا تلحوا عليهم إلحاحا يضر بمعايشهم، ولا تأخذوهم على عسرة، وارفقوا بهم في الاقتضاء والأخذ». وفي المجمل: «على غير مائكم».

(٢) بعده في اللسان:

... ولا تمكى مذحجا وعكا ... .

(٣) الغرض، بالتحريك: الضجر والملال.

(٤) لأبى دواد الإيادى، كما في المجمل واللسان (ملل).