معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

مني

صفحة 276 - الجزء 5

  والباب الآخَر مَلِلته أمَلُّه مَلَلًا ومَلَالةً: سئِمْتُه. وأملَلْتُ القومَ: شَقَقْتَ عليهم حَتَّى مَلُّوا؛ وكذا أملَلْتُ عليهم.

  فأمّا إملالُ الكتاب وتفسير المَلَّة فقد ذُكِرَتَا في الميم واللام والحرف المعتلّ.

باب الميم والنون وما يثلثهما

مني

  الميم والنون والحرف المعتلّ أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ على تقديرِ شيءِ ونفاذِ القَضاءِ به. منه قولهم: مَنَى له المَانِي، أي قدَّر المقدِّر. قال الهذلىّ:

  لا تأمَنَنَّ وإن أمسيْتَ في حَرَمٍ ... حَتَّى تُلاقِيَ ما يَمنِي لك المَانِي⁣(⁣١)

  والمَنَا: القَدَر. قال:

  سأُعْمِلُ نَصَّ العِيسِ حتّي يكفَّني ... غِنى المال يومًا أو مَنَا الحدثانِ⁣(⁣٢)

  وماءُ الإنسان مَنِيٌّ، أي يُقَدَّر منه خِلْقَتُه. والمنيَّة: الموت لأنّها مقدَّرة على كلٍّ. وتمنِّي الإنسانِ كذا قياسه، أملٌ يقدِّرُه⁣(⁣٣). قال قوم له ذلك⁣(⁣٤) الشّيء الذي


(١) البيت لأبى قلابة الهذلي في ديوان الهذليين (٣: ٣٩) واللسان (منى). على أن إنشاده فيهما:

ولا تقولن لشئ سوف أفعله ... حتى تبين ما يمنى لك المانى

وابن برى يراه ملفقاً من بيتين لسويد بن عامر المصطلقى، وهما:

لا تأمن الموت في حل ولا حرم ... إن المنايا توافى كل إنسان

واسلك طريقك فيها غير محتشم ... حتى تلاقى ما يمنى لك المانى.

(٢) البيت من أبيات لأعرابى من باهلة في البيان (١: ٢٣٤) والكامل ١٧٨ ليبسك وعيون الأخبار (١: ٢٣٩).

(٣) في الأصل: «أمل أن يقدره».

(٤) كذا ولعل وجه الكلام: «وقال قوم أن تحدثه نفسه بذلك».