مني
  يَرجُو. والأمْنِيَّة: أُفعولةٌ منه. ومِنى(١): [مِنَى(٢)] مكّة، قال قومٌ: سمِّي به لما قُدِّر أن يُذبَح فيه: من قولك مَنَاه اللَّه.
  ومما يَجرِي هذا المجرى المَنَا: الذي يُوزَن به، لأنَّه تقديرٌ يُعمل عليه(٣).
  وقولنا: تمنَّى الكِتابَ: قرأه. قال اللَّه تعالى: {إِلَّا إِذا تَمَنَّى} أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ، أي إذا قرأ. وهو ذلك المعنى، لأن القراءة تقديرٌ ووضع كُلِّ آية موضِعَها. قال:
  تمنَّى كتابَ اللَّه أَوَّل لَيلِهِ ... وآخِرَهُ لاقى حِمام المقادرِ(٤)
  ومن الباب: مانَى يُمانِي مماناةً، إذا بارَى غيرَه. وهو في شِعر ابن الطَّثْرِيّة:
  سَلِي عَنِّيَ النّدمان حين يقول لي ... أخو الكأسِ مانِي القومَ في الخَيرِ أورِدِ(٥)
  وهذا من التَّقدير، لأنَّه يقدِّر فِعله بفِعل غيرِه يريد أنْ يساوِيَه. وأمّا مُنْيَةُ النّاقة، فهي الأيام التي يُتعرَّف فيها ألاقِحٌ هي أم حامل.
(١) في معجم البلدان أنها منونة. وفي القاموس: «ومنى كإلى قرية بمكة، وتصرف».
وفي المصباح: «والغالب عليه التذكير فينصرف».
(٢) التكملة من المجمل.
(٣) في المصباح المنير أن المنا: الذي يكال به السمن وغيره، وقيل الذي يوزن به، رطلان، والتثنية منوان، والجمع أمناء. وفي لغة تميم من بالتشديد والجمع أمنان.
(٤) أنشده في اللسان (منى) بدون نسبة. والبيت لحسان بن ثابت في تفسير أبى حيان (٦: ٣٨٢) وليس في ديوانه. ومن مشهور ما قال في عثمان:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحاً وقرآنا.
(٥) أنشد قطعة من البيت في المجمل.