معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

مره

صفحة 314 - الجزء 5

  يا دارَ سلمَى خلاءً لا أُكَلِّفُها ... إلَّا المَرَانَةَ حتى تعرِفَ الدِّينا⁣(⁣١)

مره

  الميم والراء والهاء كلمةٌ تدلُّ على بياضٍ في شيء. سَرَابٌ أو شَرَابٌ⁣(⁣٢) أمْرَه، أي أبيض. والمرأة لا تتعهَّد الكُحلَ مَرْهاء.

مري

  الميم والراء والحرف المعتل أصلانِ صحيحان يدلُّ [أحدُهما] على مسحِ شيءٍ واستِدرار، والآخر على صلابةٍ في شيء.

  فالأوَّل المَرْيُ: مَرْيُ الناقة، وذلك إذا مُسِحَتْ للحَلْب، يقال مَرَيْتُها أمْرِيها مَرْياً. ومما يشبَّه بهذا: مَرَى الفرسُ بيدِهِ، إذا حرَّكها على الأرض كالعابث، وكأنَّه يشبَّه بمنْ يَمرِي الضَّرْعَ بيدِه. والمَرايا: العُروق التي تمتلئ وتَدِرَّ باللبن. قال ابن دريد⁣(⁣٣): مُرْيَةُ النّاقة: أن تُستدرَّ بالمَرْيِ، بضمّ الميم هي الفصيحة، وقد يقال بالكسر⁣(⁣٤).

  والأصل الآخر * المَرْو: جمع مَرْوَة، وهي حجارةٌ تبرُق. قال:

  حتَّى كأنِّي للحوادِثِ مَروةٌ ... بصَفَا المشَرَّقِ كلَّ حينٍ تقرَعُ⁣(⁣٥)

  وعندنا أنَّ المِراءَ ممَّا يتمارَى فيه الرّجُلانِ من هذا، لأنَّه كلامٌ فيه بعضُ الشدّة. ويقال: ما رَاهُ مِراءً ومُماراةً.


(١) لابن مقبل، كما سبق تخريجه في (دين) وانظر تعليق الجرجاني على هذا البيت في الوساطة ٣١١.

(٢) في الأصل: «سراب أو سراب».

(٣) الجمهرة (٢: ٤١٩ - ٤٢٠).

(٤) في المجمل: «هذا قول ابن دريد. فأما أهل العلم باللغة بعد فإنهم يقولون: مرية»، أي بالكسر.

(٥) لأبى ذؤيب الهذلي، في ديوان الهذليين (١: ٣) والمفضليات (٢: ٢٢٢). وهذه الرواية تطابق ما فيهما. والمشرق: مسجد الخفيف بمنى. وروى: «المشقر»، وهو جبل لهذيل.

كما في معجم البلدان عند إنشاده.